الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلآخِرَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ } * { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } * { لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } * { وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } * { أَفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ فِي ٱلْعَذَابِ وَٱلضَّلاَلِ ٱلْبَعِيدِ } * { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ } * { أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ ٱلْقِطْرِ وَمِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ }

إلَّا آية:وَيَرَى ٱلَّذِينَ } [سبأ: 6] لمَّا أخبر عن تعذيب المنافقين وتكريم المؤمنين في القيامة، بيَّن أنه يستحقُّ الحمد على ذلك، وبين قدرته عليه، وهددَّ منكريه بقوله، { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ }: خلقا ونعمة { وَلَهُ }: عطفَ على له { ٱلْحَمْدُ فِي ٱلآخِرَةِ }: لأنما فيها منه أيضًا، وقدم الصلة هنا لأن النعم الدنيوية قدر تكون بواسطة من يستحق الحمد لها ظاهرا { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ }: في فعله { ٱلْخَبِيرُ }: بخلقه { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ }: يدخل { فِي ٱلأَرْضِ }: كالغيث وغيره { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا }: كالزرع وغيره { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ }: من الأقضية كالرزق وغيره { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا }: كالأعمال { وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ }: للمقصرن { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ }: القيامة { قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ }: الساعة { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ }: جرا صفة، ورفعا مبتدأ خبره { لاَ يَعْزُبُ }: لا يغيب { عَنْهُ مِثْقَالُ }: مقدار { ذَرَّةٍ }: نملة صغيرة { فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }: اللوح { لِّيَجْزِيَ }: متعلق لتأتينكم { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }: الجنة كما مر { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِيۤ }: إبطال { آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ }: مقدر عجزنا { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ }: سيء العذاب { أَلِيمٌ }: مؤلم { وَيَرَى }: يعلم { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ }: الصحابة وتبعهم { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ }: القرآن { هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِيۤ }: القرآن { إِلَىٰ صِرَاطِ }: دين الله { ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ * وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: تعجبا بعد إنكار الساعة لبعضهم { هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ }: هو محمد صلى الله عليه وسلم { يُنَبِّئُكُمْ }: بأعجوبة { إِذَا مُزِّقْتُمْ }: بليتم { كُلَّ مُمَزَّقٍ }: تمزيق فصرتم ترابا { إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ * أَفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً }: فيه { أَم بِهِ جِنَّةٌ }: جنون يوهمه ذلك والافتراء أخص من الكذب فلم يثبت واسطة بينه وبين الصدق { بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ فِي ٱلْعَذَابِ }: فيهما { وَٱلضَّلاَلِ ٱلْبَعِيدِ }: عن الصواب في الدنيا، والإسناد مجازي { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ }: كما خسفنا بمن كان قبلهم { أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً }: قطعا { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }: كيوم الظلة { إِنَّ فِي ذَلِكَ }: المرئي { لآيَةً }: دالة { لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ }: راجع إلى ربه { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً }: بجمع النبوة والملك وغيره قائلين { يٰجِبَالُ أَوِّبِي }: رَجّعي { مَعَهُ }: التسبيح أو النوحة على الذنب { وَٱلطَّيْرَ }: أي: معه، فكانا يسبحان معه بحيث يفهمه السامعون { وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ }: كالشمع بإلانته أو قوته بلا نار ومطرقة قائلين: { أَنِ ٱعْمَلْ }: دروعا { سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ }: في نسجها بحيث تتناسب حلقها، وهو اول من صنعها، ولم يكن درعه مسمرا { وَٱعْمَلُواْ }: يا داود وآله { صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }: فاجازيكم { وَ }: سخرنا { لِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا }: سيرها غدوة { شَهْرٌ }: مسيرته { وَرَوَاحُهَا }: سيرها من زوال إلى الغروب { شَهْرٌ }: مسيرته { وَأَسَلْنَا }: أذبنا { عَيْنَ ٱلْقِطْرِ لَهُ }: النحاس، فأجريت ثلاثة أيام بلياليهن، أو باليمن، وقيل: وراء أندلس، وبني منه قصرا بلا باب حبس فيه المردة { وَ }: سخرنا له { مِنَ ٱلْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ }: بأمر { رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ }: يعدل { مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا }: الذي هو طاعته { نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ }: تدركه صاعقة تحرقه، أو عذاب الآخرة { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ }: أبنية مرتفعة { وَتَمَاثِيلَ }: صور الملائكة والأنبياء على هيئة عباداتهم فيقتدي الناس بهم، وكان يومئذ مباحا { وَجِفَانٍ }: صحون { كَٱلْجَوَابِ }: جمع جابيه حوض كبير، كان يأكل من صحن واحد ألف { وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ }: كالجبال، قلنا: { ٱعْمَلُوۤاْ }: لنايا { آلَ دَاوُودَ شُكْراً }: لنا بطاعتنا بالقلب واللسان والجوارح { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ }: المتوقر على أدائه بالثلاثة، إذ هو نعمة تستدعي شكرا آخر