الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلْ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } * { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً } * { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } * { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } * { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً } * { لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً } * { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } * { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً } * { وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً } * { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } * { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } * { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }

{ قُلْ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً }:مصيبة { أَوْ }: من يمنع إن { أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }: يدفع الضر عنهم { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ }: المثبطين للمسلمين { مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ }: من ساكني المدينة { هَلُمَّ إِلَيْنَا }: تستريحوا، إذ يهود المدينة طلبوا المنافقين ليستريحوا وهم خوفوا المؤمنين ليرجعوا { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ }: لا يقاتلون { إِلاَّ قَلِيلاً }: رياء حال كونهم { أَشِحَّةً }: بخلاء { عَلَيْكُمْ }: بالإعانة والإنفاق { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ }: وقت الحرب { رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ }: في أحداقهم { كَٱلَّذِي }: كنظر من { يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ }: سكرات { ٱلْمَوْتِ }: لواذا بك { فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ }: ضربوكم { بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ }: كالأسنة لأجل الغنيمة وغيرها { أَشِحَّةً }: بخلاء { عَلَى ٱلْخَيْرِ }: كالغنيمة { أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ }: حقيقة { فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ }: من نحو الصلاة { وَكَانَ ذَلِكَ }: الإحباط { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً * يَحْسَبُونَ }: هؤلاء لجنبهم { ٱلأَحْزَابَ }: المنهزمة { لَمْ يَذْهَبُواْ }: ما انهزموا، ففروا إلى المدينة { وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ }: يتمنوا لخوفهم { لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ }: كائنون مع البدو { فِي ٱلأَعْرَابِ }: ليسلموا من القتال { يَسْأَلُونَ }: الناس { عَنْ أَنبَآئِكُمْ }: بلا مشاهدتكم جبناء { وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ }: وكان قتال { مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً }: رياء { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ }: خصلة حقها أن يؤتسى بها أو قدوة يتأسى به { حَسَنَةٌ }: كالتصبر { لِّمَن }: بدل من لكم { كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ }: ثوابه { وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ }: نعيمة { وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً * وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ }: بقوله:أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم } [البقرة: 214] الآية { وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ }: بإخبره وأظهارهما كراهة اتحادهما ضميرا أو للتعظيم { وَمَا زَادَهُمْ }: ذلك { إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }: انقيادا { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ }: فثبتوا وجاهدوا { فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ }: نذره بأن قاتل حتى استشهد حمزة رضي الله تعالى عنه { وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ }: الشهادة كعثمان رضي الله تعالى عنه { وَمَا بَدَّلُواْ }: عهدهم { تَبْدِيلاً }: كالمنافقين { لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ }: بإماتتهم على النفاق { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ }: بتوفيق التوبة وقبولها { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }: لمن تاب { وَرَدَّ ٱللَّهُ }: الأحزب { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: عن المدينة { بِغَيْظِهِمْ }: متغيظين { لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً }: نفعا { وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ }: بالريح والملك { وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً }: فيما أراد { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم }: عاونوا الأحزاب، ونقضوا عهد النبي عليه الصلاة والسلام { مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ }: بني قريظة { مِن صَيَاصِيهِمْ }: حصونهم جمع صيصة { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ }: الخوف { فَرِيقاً تَقْتُلُونَ }: منهم وهم المقاتلة { وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً }: وهم الذراري والنساء { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ }: مزارعهم { وَدِيَارَهُمْ }: حصونهم { وَأَمْوَالَهُمْ }: النقود والمواشي { وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا }: خيبر أو فارس والروم، والمضي لتحقيق وقوعه { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً * يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا }: أي: سعتها { وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ }: متعة الطلاق، قدمه على { وَأُسَرِّحْكُنَّ }: أطلقكن حثا على الكرم وحسن الخلق { سَرَاحاً جَمِيلاً }: بلا ضرر { وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }: فاخترن الأخرة { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ }: من النشوز وسوء الخلق { يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ }: ضعفي عذاب غيرهن، إذ عظم الذنب بعظم المذنب { وَكَانَ ذَلِكَ }: التضعيف { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً }: لا ينظر إلى أنكن نساء نبيه { وَمَن يَقْنُتْ }: يطع { مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ }: لعظم شأنها { وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً }: في الدارين { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ }: أصله وحد، يستوي إفرادا وتذكيرا وغيرهما، أي: كجماعة واحدة { مِّنَ ٱلنِّسَآءِ }: فضيلة { إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ }: للرجال، بل غلظن الكلام { فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَ }: فجور { وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }: بعيدا عن الريبة