الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ الۤـمۤ } * { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } * { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } * { ذٰلِكَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ } * { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { وَقَالُوۤاْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } * { قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } * { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } * { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } * { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } * { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

إلاأَفَمَن كَانَ } [السجدة: 18] إلى ثلاثَ آياتٍ. لمَّا ذكر اختصاصه تعالى بعلم الغيب، بينه بأن أعظم المغيبات وهو الكتاب المخبر عما كان، وعما سيكون منزل من عنده تعالى فقال: { بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * الۤـمۤ * تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ }: القرآن: مبتدأ { لاَ رَيْبَ فِيهِ }: معترضة { مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ }: خبر { أَمْ }: بل { يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ }: محمد { بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ }: من زمن عيسى أو إسماعيل { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ }: من الأحد غلى آخر الجمعة وتأويله صعب { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ }: استواء يليق به كما مر { مَا لَكُمْ }: إذا عصيتموه { مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ }: ينصركم { وَلاَ شَفِيعٍ }: إلا بإذنه { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ }: تتعظون { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ }: أمر الدنيا { مِنَ ٱلسَّمَآءِ }: بأسباب سماوية نازلة { إِلَى ٱلأَرْضِ }: مدة الدنيا { ثُمَّ يَعْرُجُ }: يرجع { إِلَيْهِ }: الأمر كله { فِي يَوْمٍ }: وقت من أوقات القيامة { كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }: في الدنيا، وكل يوم خمسين الف سنة كما في " سأل " ، هذا للكافر، وأما للمؤمن فأخف من صلاته مكتوبة، أو هو نزول الملك بتدبير الدنيا، من السماء ثم عروجه كل يوم، والمسافة خمسمائة، وفي المعارج عروجهم إلى العرش { ذٰلِكَ }: المدبر { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ }: ما غاب عنكم { وَٱلشَّهَادَةِ }: ما حضر { ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ * ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ }: أتقن أو علم { كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ }: فعلا وصفة واسما بدل اشتمال { وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ }: آدم { مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ }: ذريته الناسلة، أي: المتصلة { مِن سُلاَلَةٍ }: شيء مستل منفصل { مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ }: حقير كما أن آدم من سلالة من طين { ثُمَّ سَوَّاهُ }: قومه بتصوير أعضائه { وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ }: إضافة تشريف كما مر { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ }: لتشكروه بصرفها فيما خلقت له { قَلِيلاً مَّا }: كما مر { تَشْكُرُونَ * وَقَالُوۤاْ أَءِذَا ضَلَلْنَا }: غبنا { فِي ٱلأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ }: كما مر { بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ }: بالبعث { كَافِرُونَ }: جاحدون { قُلْ يَتَوَفَّاكُم }: لا يبقى منكم أحَداً { مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ }: بقبض أرواحكم، وفي الحديث: " إنه يتفحصنا كل يوم خمس مرات " وهو تعالى يتوفى الأنفس بخلق الموت، وأمر الوسائط والملائكة أعوان ملك الموت في جذب الروح، وهو يتناوله فلا ينافيهاٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ } [الزمر: 42] وتَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا } [الأنعام: 61] { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }: للجزاء { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ }: الكفرة { نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ }: في القيامة خجلا قائلين { رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا }: ما كذبناه { وَسَمِعْنَا }: منك تصديقه { فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ }: لرأيت أمرا فظيعا { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا }: ما تهتدي به { وَلَـٰكِنْ حَقَّ }: ثبت { ٱلْقَوْلُ }: القضاء { مِنِّي }: وهو { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ }: من هؤلاء المجرمين { أَجْمَعِينَ }: كما، ولو شاء لهدى المعتزلة بهذه الآية، يقال لهم { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ }: بترك الإيمان به { إِنَّا نَسِينَاكُمْ }: تركناكم في العذاب { وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ }: عذابا خالدا { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا }: إيمانا كاملا { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ }: وعظوا { بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ }: نزهوا ربهم ملتبسين { بِحَمْدِ رَبِّهِمْ }: كقولهم: سبحان الله وبحمده { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }: عن طاعته { تَتَجَافَىٰ }: تتنحى { جُنُوبُهُمْ }: أسند إليها مبالغة { عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ }: فراش نومهم لصلاة التهجد { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً }: من عاقبه { وَطَمَعاً }: في ثوابه { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }: في البر { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ }: ما تقربه عيونهم كما مر { جَزَآءً }: علة أُخفى { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }: خفيًّا بلا مُراءاة