الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } * { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يٰبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } * { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } * { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } * { يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } * { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } * { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ }

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ }: بن لاعورا ابن اخت أيوب، عاش مُفتياً إلى زمن داود وصحبه، وأخذ عنه العلم وترك النساء، وليس بنبي عند الجمهور { ٱلْحِكْمَةَ }: هي استكمال النفس الإنسانية باقتباس العلوم النظرية، ثم اكتساب الملكة التامة على الأفعال الفاضلة بقدر طاقتها قائلين { أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ }: على هذه النعمة { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ }: منفعتُهُ له { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ }: عن شكره { حَمِيدٌ }: وإن لم يحمد { وَ }: اذكر { إِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ }: أنعم أو أشْكم أو ماتان، كان مع امرأته كافرين، فما زال بهما حتى أسلما { وَهُوَ يَعِظُهُ يٰبُنَيَّ }: تصغير إشفاق { لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ }: ببرهما { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ }: وهنت { وَهْناً }: ضعفا { عَلَىٰ وَهْنٍ }: ضعف، فإنهما لا تزال يزيد ضعفها { وَفِصَالُهُ }: وفطامه { فِي عَامَيْنِ }: اعتراض الحمل والفصال في البين توصيه في خصومها قائلين: { أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ }: قال سفيان: حق بر الأول يؤدي بالصلوات الخمس، والثاني بالدعاء لهما أدبرها { إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ }: فأجازى { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ }: باستحقاته للإشتراك { عِلْمٌ }: كما مر { فَلاَ تُطِعْهُمَا }: فيه { وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا }: صاحبا { مَعْرُوفاً }: بنحو البر، وسئل الحسن: لو نهيَاهُ عن الصلاة بالمسجد فقال: فليطعهما، فإنه للشفقة { وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ }: رجع { إِلَيَّ }: بالطاعة كأبي بكر كما بُيّنَ في العنكبوت { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }: بالجزاء، ولما اعترض الإتيان لتأكيد مَنْع الشرك رجع إلى وصيه لقمان حيث قال له ابنه: أن عملت خيرا خفيا كيف يعلمه الله؟ فقال: { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ }: الخصلة حسنة كانت أو سيئة { إِن تَكُ مِثْقَالَ }: مقدار { حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ }: صغيرا { فَتَكُنْ فِي }: جوف { صَخْرَةٍ }: أخفى مكان أو السجين تحت الأرضين { أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ }: أعلاها { أَوْ فِي ٱلأَرْضِ }: أسفلها { يَأْتِ بِهَا }: يحضرها { ٱللَّهُ }: فيجازى { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ }: عالم بكل خفي { خَبِيرٌ }: بنكهة { يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ }: من البلاء { إِنَّ ذَلِكَ }: المذكور { مِنْ عَزْمِ }: معزوم { ٱلأُمُورِ }: مفروضها { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ }: لا تمله عنهم تكبرا { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ }: تمرح { مَرَحاً }: اختيالا { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ }: ذي خيلاء أو متبختر في مشيه { فَخُورٍ }: على الناس بغير الحق، وأخر مقابل التصغير للفواصل { وَٱقْصِدْ }: توسط بين الدبيب والإسراع { فِي مَشْيِكَ }: في الحديث: " سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن " والإسراع الوارد في مشيه عليه الصلاة والسلام محمول على ما فوق البطء المفرط { وَٱغْضُضْ }: اقصر { مِن صَوْتِكَ }: كانت العرب تفتخر بجهارة الصوت { إِنَّ أَنكَرَ }: أقبح { ٱلأَصْوَاتِ لَ }: جنس { صَوْتُ ٱلْحَمِيرِ }: خصصها لأنها تختص بالجهر غاية وسعها، تمتِ الوصيَّةُ.