الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ } * { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } * { مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } * { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } * { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ } * { فَٱنظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } * { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } * { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ } * { كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ }

{ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ }: من نحو الفتن وقلة البركة { فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ }: كالظلم والجدب والغرق، وموت دوابهما، وقلة اللؤلؤ، لقلة المطر أو في الصحاري والأمصار، أو المدن والجزائر { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ }: من المعاصي { لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ }: جزاء { ٱلَّذِي عَمِلُواْ }: والباقي في الآخرة { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }: فلا نذيقهم الباقي { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ }: ليعتبروا { كَانَ أَكْثَرُهُمْ }: به { مُّشْرِكِينَ }: أهلكناهم بشركهم { فَأَقِمْ وَجْهَكَ }: كما مر { لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ }: المستقيم { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ }: من جهته متعلق يأتي او مرد { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ }: يتفرقون إلى الجنة أو النار { مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ }: أي: وباله { وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ }: يسوون منازلهم في الجنة { لِيَجْزِيَ }: متعلق يصدعون { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ }: لا لموجب { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ }: أفهم محبته للمؤمنين { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ }: الشمال والصبا والجنوب { مُبَشِّرَاتٍ }: بالمطر ليبشركم { وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ }: بالمطر ونتائجه، وأما الدبور فريح عذاب، ومنه: " اللهُمَّ اجعلهَا لاَ رِيْحًا " { وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ }: إذا لا تسير بلا رياح { بِأَمْرِه }: بإدارته { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ }: بالتجارة فيه { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }: نعمه { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ }: من المعجزات فكذبوهم { فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ }: بالتكذيب { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ }: عليهم بتدميرهم { ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ }: تخرج { سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي }: جهة { ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ }: سائرا ومطبقا وغيرهما { وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً }: قطعا { فَتَرَى ٱلْوَدْقَ }: المطر { يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ }: وسطه { فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ }: المطر { مِّن قَبْلِهِ }: تأكيد دل على بعد عهدهم بالمطر أو قبل الإرسال { لَمُبْلِسِينَ }: آيسين { فَٱنظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ }: المحيي { لَمُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }: وَ الله { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً }: أي: مضرة كما مر { فَرَأَوْهُ }: أي: أثر الريح وهو السحاب، مصفرة لا يمطر أو الزرع { مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ }: صاروا { مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ }: نعمه حاصلة: يفرحون بالخصب يكفرون في الجدب { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ }: كما مر { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ }: قلوبا { عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ }: كما مر { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ }: بالضم والفتح لغتان، وقيل: للبدن والقل، أي: جعل أسكم من الضعف، أو من نطفة ضعيفة او أطفالا { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ }: ضعف النطفة أو الطفولية { قُوَّةً }: قوة الحياة، أو الشباب { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً }: ضعف الكبر، ونكر لأنه ليس عين الأول { وَشَيْبَةً }: سن الهرم { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ }: ومنه الضعف والشباب وضدهما { وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ }: بالكل { ٱلْقَدِيرُ }: على الكل { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ }: يحلف { ٱلْمُجْرِمُونَ }: الكافرون المنكرون للبعث لدهشتهم { مَا لَبِثُواْ }: في قبورهم { غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ }: الصرف عن الصدق { كَانُواْ }: في الدنيا { يُؤْفَكُونَ }: يصرفون عن الحق { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ }: ردا عليهم: { لَقَدْ لَبِثْتُمْ }: على ما { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ }: وهو

السابقالتالي
2