الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } * { رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } * { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ } * { رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }

{ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: وعجائبها، أي: كما مر، { وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ }: طولاً وقصراً، وتخصيص الليلة لشمولها أنواع التغيير، أي: في الذات كالليل والنهار، وفي جزء كصور العناصر، وفي الخارج كأوضاع الفلك، وهو الجزء الخارج، وهو مناط الاستدلال، { لآيَاتٍ }: دلائل، { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ }: على وجوده ووحدته، وعلمه وقدرته تعالى في الحديث: " ويل لمن قرأها ولم يتفَكَّرْ فيها " { ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ }: يُصَلُّوْنَ، { قِيَاماً }: قائمين، { وَقُعُوداً }: قاعدين إن لم يقدروا، { وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ }: إن لم يقدروا قائماً وقاعداً ومتطجعاً، المراد ذكره دائماً، { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: مستدلين قائلين: { رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً }: عبثاً، بل لحكم، { سُبْحَانَكَ }: تنزيلها لك من العبث، { فَقِنَا }: أشار بالفاء إلى أن علمنا به حملنا على الاستعاذة، { عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ }: للخلود، { فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ }: أهنته غاية، وأما إدخال المؤمن فالتطهير، وأفهم أن العذاب الروحاني أفظع، والخِزْي: لحوق انكسار إما من نفسك، وهو الحياء المفرط، أو من غيرك وهو نوع من الاستحقاق والآية تحتملها، ولا يلزم منه ومن قوله تعالى:يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } [التحريم:8] ألا يدخل مؤمن في النار لأنَّه من الخزاية، وهي النكال والفضيحة، وكل من يدخل النار يهان، ولا يلزم أن يعطف الذين على النبي ويمكن أن قوله: { ٱلَّذِينَ }: ابتداء كلام، { وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }: يخلصونهم، ولا يلزم منه نفي الشفاعة كما للمعتزلة، لأنها طلب دفع على سبيل التخضع، والأول دَفْعٌ بقهر { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً }: محمداً أو القرآن، { يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ } أي: بأن، { آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا }: وهو بمجرد الفضل، { وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا }: وهو محوها بالحسنات أو الأول في الكبائر، والثاني في الصغائر، تكرار، { وَتَوَفَّنَا }: محشورين، { مَعَ ٱلأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ }: ألسنة، { رُسُلِكَ }: من الفضل والدعاء بما هو كائن للتخضع، وهو استعجال للنصر الموعود، وهو غير مؤقت، { وَلاَ تُخْزِنَا }: تَفْضَحْنَا، { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }: بإثابة المؤمن.