الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } * { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } * { لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ ٱللَّهِ آنَآءَ ٱللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ } * { يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـٰئِكَ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ }

{ وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }: فيجازي { كُنْتُمْ }: في عِلْم الله أو: وُجِدتُمْ، فعلى الثاني " كَان " تامَّة، { خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ }: أُظهرَت، { لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ }: دَلَّت على أنَّ الإجماع حُجَّةٌ لاستغراق اللامين، فلو أجمعوا على باطل كانوا على خلافه، { وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ }: أي: تعلمون وكذلك إيماناً به فلا يرد أن حق الإيمان التقديم كما في آية أخرى، { وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ }: بمحمد، { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }: من الإيمان بموسى وعيسى فقط، { مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ }: كابن سلام، { وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }: المتمردون في الكفر، { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى }: ضرّاً يسيراً كطعن، { وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ }: ينهزمون، { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ }: كضرب قُبَّةٍ كما مَرَّ، { أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ }: وجدوا دائما، { إِلاَّ }: حال كونهم معتصمين، { بِحَبْلٍ }: بذمة، { مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ }: أمان وعهد، { مِّنَ ٱلنَّاسِ }: المسلمين، أي: هم أذلاء دائماً، إلا في هذه الحالة، { وَبَآءُوا }: رجعوا، { بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ }: الجزية والفقر، { ذٰلِكَ }: الضرب والبوء، { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ }: عندهم، { ذٰلِكَ }: الكفر والقتل، { بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }: فُسِّر مرَّةً، ولما قالَ:مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ال عمران: 110] حينئذٍ قال: { لَيْسُواْ }: أهل الكتاب، { سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ }: مستقيمة عادلة، مسلموهم، من أقمتُ العود فقام، { يَتْلُونَ آيَاتِ ٱللَّهِ }: القرآن، { آنَآءَ }: ساعات، { ٱللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ }: يصلون العشاء والتهجد، فإن أهل الكتاب لا يصلونها، { يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } بلا إلحاد في صفاتهما { وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ }: بخلاف اليهود في الكل، { وَأُوْلَـٰئِكَ }: الموصوفون، { مِنَ ٱلصَّالِحِينَ }: ممن صلحت أحوالهم عند الله.