الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ }: في الحديث أنه طاعةٌ بلا عصيان، وشُكرٌ بلا كفران، وذكر بلا نسيان ونُسِخت بآية:فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } [التغابن: 16]: خلافا لبعض السلف، { وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ }: دُوْموا على الإسلام، حتى تموتوا عليه، { وَٱعْتَصِمُواْ }: استمسكوا، { بِحَبْلِ ٱللَّهِ }: القرآن، من حيث أنَّ التمسك به ينجي مِنَ الرَّدَي كما أن المتمسِّك بالحَبْل يسلم من التردي { جَمِيعاً }: مجتمعين عليه، { وَلاَ تَفَرَّقُواْ }: كأهل الكتاب، { وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ }: منها الإسلام، { إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً }: أراد عداوة الأوس مع الخزرج في الجاهلية مائة وعشرين سنة، { فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ }: بالإسلام، { فَأَصْبَحْتُمْ }: صرتم، { بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً }: مُتحابين، { وَكُنْتُمْ }: في الجاهلية، { عَلَىٰ شَفَا }: طرف، في الحديث: " لَا تَنْظُروا إلى صَوْم الرَّجُل وصلاته، ولكن إلى وَرَعه إذا أشفى على الذنب " أي: اشرف، { حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ }: أي: مشرفين على الوقوع في جهنم، { فَأَنقَذَكُمْ }: أنجاكم بالإسلام، { مِّنْهَا }: من شَفِاها، وتأْنِثهُ باعتبار المضاف إليه، { كَذٰلِكَ }: التبيين، { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }: لتدوموا على الهداية، { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ } أيها المؤمنون، { أُمَّةٌ }: جماعة، { يَدْعُونَ }: الناس، { إِلَى ٱلْخَيْرِ }: الدنيوي والأخروي دل بـ " من " على فرضية الكفاية أو تبيينية فيكون المعنَى واجباً ومندوباً لكن على حسب ما يأمر به، { وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ }: وهو يكون واجباً ومندوباً لكن على حسب ما يأمر به، { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ }: هو واجب كله إذ كل ما أنكره الشرع حرام، والمكروه غير منكر، وخَصَّصَ بعدما عمم إيذاناً بفضله، { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }: المخصوصون بكمال النجاة.