الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } * { فِيهِ ءَايَٰتٌ بَيِّنَـٰتٌ مَّقَامُ إِبْرَٰهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ } * { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ } * { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَآءُ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } * { وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ }: أُظْهِر ووُضِع لعبادة الله على وجه الماء قبل خلق الأرض بألفي عام أو بعدها قبل آدم، { لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ }: لغةٌ في مَكة فإنها تَكسرُ أعْناقَ الجبابرة حال كونه، { مُبَارَكاً }: كثير الخير، { وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ }: لأنه معبدهم وقبلتهم، { فِيهِ ءَايَٰتٌ بَيِّنَـٰتٌ }: كالتخالط الصيود والسباع في الحرم، وقَهر كلِّ جبَّار قصدهُ بسُوء وظهور الخصب في البلاد الموازية له كركن ظهر فيه والغيث، وانمحاء الجِمَار، ومنها { مَّقَامُ إِبْرَٰهِيمَ }: الحجر الذي قام عليه لبناء الكعبة، وغاص قدماه فيه، { وَ } منها أنّض، { مَن دَخَلَهُ }: مُعظِّماً له، { كَانَ آمِناً }: أي: يأمنُ من دخله من الفتل، أو مِن عذاب القيامة وفي الحديث: " من مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة آمناً " ، ولما ذكر آيتين دنيوية وأخروية اكتفى عن البواقي بما هو، أهم أعني: { وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ }: كأسلوب حديث: " وجعلت قرة عيني في الصلاة " ، { حِجُّ ٱلْبَيْتِ }: هو قصده للزيارة على وجه المخصوص، { مَنِ }: بدل من الناس، { ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ } إلى البيت أو الحَرَم { سَبِيلاً }: يأتي، والاستطاعة فسرها النبي عليه الصلاة والسلام بالزاد والراحلة، وهو يؤيد قول الشافعي أنَّهُما بالمال، ولذا يستنيب الزَّمِنُ الواجِدُ أجرة النائب، وعن مالك أنها بالبدن، وعن الحنيفة أنها بهما، { وَمَن كَفَرَ }: بوجوبه كاليهود ووضعه موضع: لم يحج تغليظاً على تاركه، بل ورد كفره إن استطاع، { فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ }: به، { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ }: الدالة على صدق محمد ووجُوْبِ الحج وغيره، { وَٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }: من التحريف، { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ }: دينه، { مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا }: طالبين لَهَا، { عِوَجاً }: اعوجاجاً بتلبيساتكم وتحريفاتكم، والعوج بالكسر: في القول والعمل والأرض، وبالفتح في نحو الحيطان والسَّواري، { وَأَنْتُمْ شُهَدَآءُ }: أنها سبيل الله، { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ يَرُدُّوكُم }: يصدوكم، { بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ ٱللَّهِ }: القرأن وغيره، { وَفِيكُمْ رَسُولُهُ }: محمد عليه الصلاة والسلام، { وَمَن يَعْتَصِم }: يتمسك، { بِٱللَّهِ }: أي: بدينه، { فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }: غير مُعوج.