الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } * { وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } * { وَٱبْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ } * { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ } * { وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } * { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } * { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ قُل رَّبِّيۤ أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَمَا كُنتَ تَرْجُوۤ أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لِّلْكَافِرِينَ } * { وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ ٱللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ }: أخبروني { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً }: دائما، من السرد: المتابعة { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ }: بإسكان الشمس تحت الأرض أو تحريكها فوق الأفق الغابر { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ }: سماع تبصر { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ }: بجعل الشمس على ضد ما مر { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ }: خصه بالوصف لأن الضوء نعمة في ذاته مقصود في نفسه بخلاف الليل، وخص الأول بالسمع لأكثرية استعمال كالبصر في الثاني { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ }: في الليل { وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ }: بالنهار { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }: كرره ليبتنى عليه { وَنَزَعْنَا }: أخرجنا { مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً }: هو نبيهم { فَقُلْنَا }: للأمم { هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ }:على صحة ما تدينتم به { فَعَلِمُوۤاْ }: حينئذ { أَنَّ ٱلْحَقَّ }: في الإلهيَّة { لِلَّهِ وَضَلَّ }: ضاع { عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }: من الأباطيل { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ }: ابن عنه، نافق كالسامري حسدا على رسالة موسى، وأمامة هارون مع كونه احفظ بني إسرائيل للتوراة وأقرأهم { فَبَغَىٰ }: ظلم { عَلَيْهِمْ }: بالكبر { وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ }: تثقل { بِٱلْعُصْبَةِ }: الجماعة { أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ }: قيل: سبعين، اذكر { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ }: بالدنيا { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ }: بها { وَٱبْتَغِ }: اطلب { فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ }: من الدنيا { ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ }: بإنفاقه في البر { وَلاَ تَنسَ }: لا تترك حينئذ { نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا }: بأخذ كفايتك { وَأَحْسِن }: إلى الناس { كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ }: بالمعاصي { لْفَسَادَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ }: في الأرضِ { قَالَ }: قارون: { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ }: المال { عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ }: الكيمياء وهو الإكسير المزيل لعيوب حدثت لبعض الفلزات من معادنه أو علمه بالتوراه { أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ }: بعض { ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً }: للمال { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ }: فيدخلون النار بلا حساب لعلمه تعالى بهم { فَخَرَجَ }: قارون { عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ }: في تسعين ألفا، عليهم المعصفرات والحلي، وقيل: غير ذلك { قَالَ }: المؤمنون { ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰ }: للتنبيه { لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ }: أي: لا عَيْنه حذرا من الحسد { إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }: من الدنيا { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ }: أحبارهم { وَيْلَكُمْ }: كلمة زجر { ثَوَابُ ٱللَّهِ }: في الآخرة { خَيْرٌ }: من ذلك { لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ }: يعطي هذه النصيحة أو المثوبة { إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ }: على حكم الله، فآذى موسى إلى أن أعطى مالا لفاجرة لتنسيه إلى الزنا، بنفسها فرمته يوم العيد فناشدها موسى حتى صدقت، فأمر الأرض بأخذه بأمر الله { فَخَسَفْنَا بِهِ }: { وَ }: كذا { بِدَارِهِ }: لقولهم: إنما فعله ليرثه { ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ }: أعوان { يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ }: بنفسه { وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ }: مرتبته { بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ }: كلمة للتنبيه أصلها: ويك أن، أو: وي، اسم أعجب أنا والكاف للتعليل، أي: أعجب لأن { ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ }: يضيق على ما يشاء، لا لكرامةٍ [تقتضي البسط، ولاَ لهوانٍ يُوجِب القبض] { لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا }: لأننا تمنينا مكانه { وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ }: لنعم الله كقارون { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً }: غلبة { فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً }: ظلما، علق حصوبهما على ترك الميل، فتنبه { وَٱلْعَاقِبَةُ }: الحسنى { لِلْمُتَّقِينَ }: عن المعاصي { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا }: ثوابها مع عشر أمثالها { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ }: أي: لا يجزون { إِلاَّ }: مثل { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ }: أي: تبليغه { لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ }: مكة، أو المقام المحمود { قُل رَّبِّيۤ أَعْلَمُ مَن }:أي: بمن { جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }: فخروجي منها لا يدل على ضلالتي كما زعمتم { وَمَا كُنتَ تَرْجُوۤ أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابُ }: القرآن { إِلاَّ }: لكن ألقي إليك { رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ }: فكذلك نعيدك إلى مَعَادكَ { فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لِّلْكَافِرِينَ }: بمداراتهم { وَلاَ يَصُدُّنَّكَ }: الكفرة { عَنْ }: تبليغ { آيَاتِ ٱللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَٱدْعُ إِلَىٰ }: توحيد { رَبِّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }: بمداراتهم { وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ }: هذا وما قبله للتهييج، وقَطْع طمع الكفرة عن مُداراته معهم { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ }: ذاته تعالى أو ما عمل لوجهه لبقاء نفعه { لَهُ ٱلْحُكْمُ }: القضاء النافذ { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }: للجزاء، واللهُ أعْلَمُ بالصّواب.