* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد
{ وَجَآءَ رَجُلٌ }: مؤمن من آل فرعون اسمه حِزقيل { مِّنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ }: يسرع { قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنَّ ٱلْمَلأَ }: من قوم فرعون { يَأْتَمِرُونَ }: يتشاورون { بِكَ }: أي: فيك { لِيَقْتُلُوكَ فَٱخْرُجْ }: من البلدة { إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا }: من البلدة { خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ }: لحوق شر { يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ * وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ }: قبالة { مَدْيَنَ }: قرية شعيب لم تكن تجت حكم فرعون وبينهما ثمانية أيام، وكان هناك ثلاث طرق، فتحير { قَالَ عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ }: فأخذ الطريق الوسط الأعظم، وهم طلبوه من الآخرين { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ }: بئرا لهم { وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً }: جماعة { مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ }: مواشيهم { وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ }: قبل أن يصل إليهم { ٱمْرَأَتَينِ تَذُودَانِ }: تمنعان غنمهما من الماء لئلا تختلط بأغنامهم اسمهما: صفروا وصفرا { قَالَ مَا خَطْبُكُمَا }: أي: شأنكما: لا تسقيان؟ { قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ }: يصرف { ٱلرِّعَآءُ }: مواشهم { وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }: لا يقدر على الخروج للسقي { فَسَقَىٰ لَهُمَا }:مواشيهما ورفع مع تعبه وجوعه حجرا حطوه على رأس البئر لم يكن يرفعه إلا عشرة أنفس { ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ }: من حر الشمس { فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ }: أي: لأي شيء { أَنزَلْتَ إِلَيَّ }: قليلا أو كثيرا { مِنْ خَيْرٍ }: طعام { فَقِيرٌ }: محتاج سائل، إذ بات ثمان ليال خاويا، أو إني لما أنزلت إلى من خير الدين فقير في الدنيا، فيكون شكرا فرجعتا، وأخبرتا أباهما بما جرى فأرسل إحداهما تدعوه { فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ }: تَسْتُر وجهها بكُمّ درعها وهي امرأة موسى { قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }: فأجابها تركا برؤية الشيخ لا للأجرة، ولذا امتنع من أكل طعامه إلى أن بين أنه ليس للأجرة، روي أنه أمرها بالمشي خلفه رأى أن الريح تكشف ساقها { فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ }: ما جرى، مصدر بمعنى المفعول { قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا }: المرسلة { يٰأَبَتِ ٱسْتَئْجِرْهُ }: لرعي غنمنا { إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَئْجَرْتَ ٱلْقَوِيُّ }: كما شاهدته من أمر الحجر { ٱلأَمِينُ }: كما شاهدنه في المشي قدامها { قَالَ إِنِّيۤ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي }: تكون أجيرا لي في رعي غنمها، أشار إلى نفسه لولايته { ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ }: عملت لي { عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ }: تفضل، والظاهر أنه استدعاء عقدة بالأجل الأول نظرا إلى شرعنا، ويمكن كونه عقدا صحيحا عندهم { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ }: للتبرك { مِنَ الصَّالِحِينَ }: في الوفاء { قَالَ }: موسى { ذَلِكَ }: العهد { بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ }: المذكورين { قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ }: بطلب الزيادة { وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ }: شاهد فتزوج ثم أمر شعيب بنته بأن تعطى موسى عصا من عصيه لرعي الغنم فوقع في يدها عصا آدم، وأعطته { فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ }: الأطول ومكث عشرا أخر وعزم الرجوع { وَسَارَ بِأَهْلِهِ }: زوجته { آنَسَ }: أبصر { مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً }: في ليلة مظلمة وقد ضل الطريق { قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ }: مر بيانه { آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ }: عن الطريق { أَوْ جَذْوَةٍ }: عود غليظ { مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }: تستدفئون { فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ }: جانب الواد { ٱلأَيْمَنِ }: كما مر { فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ }: العناب أو العوسج { أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }: هذا لا يخالف طه والنمل في المقصود على أنه يمكن الجمع { وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ }: فالقاها { فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ }: تتحرك بسرعة { كَأَنَّهَا جَآنٌّ }: حية صغيرة مع عظمها { وَلَّىٰ مُدْبِراً }: خوفا { وَلَمْ يُعَقِّبْ }: لك يرجع، فنودي { يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ }: فرجع إلى المكان الأول { ٱسْلُكْ }: أدخل { يَدَكَ فِي جَيْبِكَ }: كما مر { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ }: عيب { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ }: يديك المبسوطتين بإدخال اليمني تحت عضد اليسرى وعكسه { مِنَ }: أجل { ٱلرَّهْبِ } ، أو كناية عن التَّجلُّط { فَذَانِكَ }: العصا واليد { بُرْهَانَانِ }: حجتان واضحتان، من برة إذا ابيض { مِن رَّبِّكَ }: مرسلا { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ }: بها { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً }: كما مر { فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً }: معينا { يُصَدِّقُنِي }: يصير سبب تصديقي، فإن خبر الاثنين أوقع { إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ }: نقويك { بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً }: تسلطا { فَلاَ يَصِلُونَ }: بأذي { إِلَيْكُمَا }: ملتبسين { بِآيَاتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ * فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا }: اليد والعصا { بَيِّنَاتٍ }: واضحات { قَالُواْ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى }: مختلق لم يسبق إليه { وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا }: السحر والدعوى { فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ * وَقَالَ مُوسَىٰ }: هذا العطف لإظهر الفرق { رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ }: العاقبة المحمودة في { ٱلدَّارِ }: تَعُمُّ الدارين { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي }: نفي العلم به بعدم جزمه بعدمه أو لإرادة نفي المعلوم كما في العلوم الفعلية كعلمه -تعالى- { فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ }: ما قال: اطبخ الآجُرّ لجهلهم به، فإنه أول من صنعه { فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً }: قصرا عاليا { لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ }: انظر { إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ }: كأنه ظن بقوله: رب السموات.