{ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ }: بسوالف ذنوبه { وَيَتَّقْهِ }: فيما بقي { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون }: الظافرون ببغيتهم، ثم رجع إلى حال المنافقين فقال: { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ }: أي: أغلظ { أَيْمَانِهِمْ }: كما مر { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ }: بالجهاد { لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُواْ }: كذبا، طاعتكم { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ }:أنها قول بلا عمل { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ }: يتولوا { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ }: على الرسول { مَا حُمِّلَ }: من التبليغ { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ }: من القبول { وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ }: التبليغ { ٱلْمُبِينُ }: الموضح { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ }: بلا من الكفار { كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }: كبنى إسرائيل بدلا من الجبابرة { وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ }: بالأحكام { دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ }: من أعدائهم { أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً }: استئناف كتعليل { وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ }: الإنعام به { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }: الكاملون في الفسق، أول من كفر به قتله عثمان رضي الله عنه { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلاَةَ }: عطف على أطيعوا الله { وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ }: كرره تأكيدا أو ليعلق به { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون }: راجين الرحمة { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ }: لنا في إدراكهم { فِي ٱلأَرْضِ وَمَأْوَٰهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }: النار { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ }: أرقَّاءُكم { وَ }: الأحرار { ٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ ٱلْحُلُمَ }: البلوغ { مِنكُمْ }: هذا أمر للأولياء بتأديبهم { ثَلاَثَ مَرَّاتٍ }: في ثلاثة أوقات { مِّن قَبْلِ صَـلَٰوةِ ٱلْفَجْر }: وقت طرح ثياب النوم { وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـٰبَكُمْ }: للقيلولة { مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ }: بيان للحين { وَمِن بَعْدِ صَلَٰوةِ ٱلْعِشَآءِ }: وقت طرح الثياب اليقظة، هي { ثَلاَثُ }: أوقات { عَوْرَاتٍ لَّكُمْ }: اختلالات لستركم، ونصب بدلا من ثلاث { لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ }: بعد الثلاثة في ترك الاستئذان، وهذا لا ينافي الاستئذان فينسخها، هم { طَوَٰفُونَ عَلَيْكُمْ }: للخدمة { بَعْضُكُمْ }: طائف { عَلَىٰ بَعْضٍ }: في الحوائج فيغتفر فيهم مالا يغتفر في غيرهم { كَذَلِكَ }: التبيين { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأَيَـٰتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ }: بأحوالكم { حَكِيمٌ }: فيما أمركم { وَإِذَا بَلَغَ ٱلأَطْفَالُ مِنكُمُ }: أيها الأحرار { ٱلْحُلُمَ }: البلوغ { فَلْيَسْتَأْذِنُواْ }: كل الأوقات، ولو على الأبوين { كَمَا ٱسْتَأْذَنَ ٱلَّذِينَ }: بلغوا { مِن قَبْلِهِمْ }: أي: الرجال الأحرار { كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }:كرره تأكيدا { وَ }: العجائز { ٱلْقَوَاعِدُ }: عن الحيض والحبل { مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّلاَتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً }: لكبرهن { فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ }: في { أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ }: الظاهرة كالجلباب { غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ }: أي: مظهراتها { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ }: فلا يضعنها { خَيْرٌ لَّهُنَّ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ }: لمقالتهن للرجال { عِلِيمٌ }: بنياتهن { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ }: في مؤاكلة مقابليهم، أو في أكلهم من بيت من يدفع إليهم مفتاح عند خروجه غلى الغزو ويبيحه لهم أو في إجابة من يدعوهم إلى بيت أقاربهم المذكورين ليطعموهم { وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ }: التي فيها عيالكم، فدخل بيت الأولاد، وورد: " أنتَ ومَالك لأبيكَ " { أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَٰنِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَٰمِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَٰلِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ }: أي: خزنتموه لغيركم كالراعي والناظور مما يحفظانه أو بيوت المماليك وهو القيم من مال اليتيم بشروطه { أَوْ }: بيوت { صَدِيقِكُمْ }: من صدقكم في مودته ولو في غيبة هؤلاء بشرط العلم برضاهم ولو بقرينه فما دل على عدم قطع سارق مال المحرم { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً }: مجتمعين { أَوْ أَشْتَاتاً }: متفرقين، كانوا يتحرجون من أكل الرجل وحده { فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً }: منها { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ }: أي: أهلها الذين هم منكم دينا أو بيوتا خالية تقول: السلام علينا الخ { تَحِيَّةً }: مشروعة { مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةً طَيِّبَةً }: تطيب للمستمع { كَذَٰلِكَ }: التبيين { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ }: معالم دينكم { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }: تفهمونه { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ }: من صميم قلوبهم { وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ }: مع الرسول { عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ }: كالجمعة والعيد والشورى والحرب { لَّمْ يَذْهَبُواْ }: عن محضره { حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ }: فيإذن لهم { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ }:من صميم قلوبهم { فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ }: أمرهم { فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ }: دل على أن بعض الاحكام مفوض إلى رأيه { وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ }: إذ ربما يستأذنوا تقديما للدنيا { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ }: لهم { رَّحِيمٌ }: بهم { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً }: في تجويز الماهلة في الجواب ولو في الصلاة، ولا تنادوا باسمه الشريف بل بلقبه المنيف { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ }: ينصرفون عن الجماعة قليلا قليلا خفية { لِوَاذاً }: ملاوذين يستتر بعضهم ببعض من محمد صلى الله عليه وسلم { فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ }: يُعْرضون { عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ }: في الدنيا { أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }: في الآخرة، دَلَّ على أن الأمر للوجوب لأنَّ مخالفته مقتضية لأحد العذابين { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ }: من الإيمان والنفاق، وأفاد بـ { قَدْ }: تأكيد الوعيد { وَ }: يعلم { يَوْمَ يُرْجَعُونَ }: المنافقون { إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ }: بالجزاء { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمُ }: ومنه اعمالهم - والله أعلمُ بالصّواب وإلْيِه المرجعُ والمآب.