الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْغَافِلاَتِ ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ } * { ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } * { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } * { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } * { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { وَأَنْكِحُواْ ٱلأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَٱلصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } * { وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ آتَاكُمْ وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى ٱلْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُواْ عَرَضَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ }:وساوسة { وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ }: فهو غاوٍ { لشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ }: ما أفرط قبحة { وَٱلْمُنْكَرِ }: ما أنكره الشرع { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ }: بتوفيق التوبة وشرع الحدود { مَا زَكَىٰ }: ما طهر من الذنب { مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي }: يطهر { مَن يَشَآءُ }: بتوفيق التوبة { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ }: لأقوالكم { عَلِيمٌ }: بنياتكم { وَلاَ يَأْتَلِ }: لا يحلف { أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ }: دنيا { وَٱلسَّعَةِ }: مالا { أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ }: كالصديق رضي الله تعالى عنه، حلف أن لا ينفق على ابن خالته مسطح من فقراء المهاجرين لدخوله في الإفك، وكان ينفق عليه قبل { وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ }: بالإغماض عنهم، { أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }: فقال الصديق: بلى أحبه وحلف أن لا ينزع نفقته منه أبداً { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ }: العفائف { ٱلْغَافِلاَتِ }: عما قذفن به { ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ }: إن لم يتوبوا، وقيل: مخصوص في زوجاته عليه الصلاة والسلام { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }: خصهن لأن قذفهن أشنع ولخصوص المادة { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }: قولا وفعلا { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ }: جزاءهم { ٱلْحَقَّ }: الواجب عليهم { وَيَعْلَمُونَ }: عيانا { أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ }: العدل { ٱلْمُبِينُ }: ]ذُو الحق البيّن[ النساء أو الكلمات { ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ }: كعائشة { لِلطَّيِّبِينَ }: كمحمد عليه الصلاة والسلام { وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ }: قالت عائشة رضي الله عنها: " ولقدر خلقت طيبة عند طيب ووعدت مغفرة ورزقا كريما " { أُوْلَـٰئِكَ }: النبي وعائشة وصفوان { مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ }: الخبيثون { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }: في الجنة { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ }: التي تسكنونها { حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ }: وتستأذنوا { وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا }: بقوله: السَّلام عليكم أدخل؟ ثلاثَ مرَّاتٍ، فإن لم يُؤْذن لهُ فليرجع ولو من بيت أُمّهِ { ذٰلِكُمْ }: الاستئناس مع السلام { خَيْرٌ لَّكُمْ }: هناء لكم { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ }: في البيوت { أَحَداً }: يأذن لكم { فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ }: فإنه تصرف فيها بلا إذن صاحبها { وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ }: ولا تلحُّوا { هُوَ أَزْكَىٰ }: اطهر { لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }: فيجازيكم { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ }: منفعة { لَّكُمْ }: كالربط والخانات { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }: من قصدقكم بدخول بيوتهم { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ }: كما مر فيقُل لِّعِبَادِيَ } ]ابراهيم: 31[ { مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ }: عما يحرم فيهما، أفهم بـ { مِنْ }: أن أمر النظر أوسع، وقدم النظر لأنه بريد الزنا { ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }: فليحذروا { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }: كما مر { وَلاَ يُبْدِينَ }: يظهرن { زِينَتَهُنَّ }: كالخلخال فكيف بمواضعها { إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا }: عند المهنة كالخاتم والثوب أو الوجه والكفان { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ }: جمع الخمار المقنعة { عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ }: لستر العُنُق والصَّدر { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ }: المخفية { إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ }: أي: المؤمنات لا الكافرات ترك العم والخال لأنهما في معنى الإخوان إشارة على أولوية التستر منهما مخافة وصفها إياهما لأبنائهما ولا كذلك أبو بعولتهن لمكان الولد { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ }: ولو عبدا { أَوِ ٱلتَّابِعِينَ }: لفضل طعام { غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ }: الحاجة إلى النساء { مِنَ ٱلرِّجَالِ }: بأن لا ينتشر ذكرهم كالفاني والممسوح، قيل: وكذا المجنون والأحمق وفي الخصى والمجبوب خلاف { أَوِ }: جنس { ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ }: يطلعوا { عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ }: لا يعرفون ما العورة، والطفل من لم يراهق الحلم { وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ }: الأرض { لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ }: من تقعقع الخلخال وفي معناه: تطيبهن في الخروج فإنه يورث ميلهم { وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً }: من فرطاتكم { أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }: هذه أكثر الآي ضميرا لجمعها خمسة وعشرين ضميرا { وَأَنْكِحُواْ }: ندبا أيها السادة والأولياء { ٱلأَيَامَىٰ }: جمع أيم، العُزَّب ذكراً أو أنثى { مِنْكُمْ }: من أحراركم { وَٱلصَّالِحِينَ }: للنكاح { مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ }: أفهم عدم أستبدادهم بالنكاح { إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ }: بالتزوج { مِن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ }: لخلقه { عَلِيمٌ }: بهم، ووعده الغنى مشروط بالمشيئة لقوله:

السابقالتالي
2