الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } * { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ } * { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } * { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } * { وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } * { وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } * { وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ } * { لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ } * { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } * { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ ٱلأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ } * { حُنَفَآءَ للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } * { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ } * { لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } * { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ } * { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمْ وَٱلْمُقِيمِي ٱلصَّلَٰوةِ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ } * { وَٱلْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِّن شَعَائِرِ ٱللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا صَوَآفَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ كَذٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ هَـٰذَانِ }: المؤمن والكافر فوجان { خَصْمَانِ }: مختصمان { ٱخْتَصَمُواْ فِي }: دين { فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: منهما { قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ }: كما تقطع الثياب بقدر القامة كناية عن إحاطتها عليهم { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ }: ماء حار قطرة منه تذيب الجبال { يُصْهَرُ }: يذاب { بِهِ }: بالحميم { مَا فِي بُطُونِهِمْ }: الأمعاء { وَٱلْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَّقَامِعُ }: سياط { مِنْ حَدِيدٍ }: لو ضرب بمقمع منها جبل لتفتت { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا }: من النار بأن تَرميهم إلى أعلاها { مِنْ غَمٍّ }: غمومها { أُعِيدُواْ فِيهَا }: بالمقامع، { وَ }: يقال لهم إهانة: { ذُوقُواْ عَذَابَ }: النار { ٱلْحَرِيقِ }: البالغة في الإحراق { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ }: هذا فصل خصومتهم { يُحَلَّوْنَ }: يلبسون الحلي { فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ }: جمع سوار { مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ }:ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا } .. الآية ]الزمر: [74 { وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ }: المحمود نفسه أو عاقبته وهو الجنة { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ }: على الاستمرار { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَ }: عن { ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ }: لمناسكهم { سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ }: المقيم { فِيهِ وَٱلْبَادِ }: الطاريء وكذا فسره بعض بمكة، وكذا ذهب بعض كعمر وابن عباس إلى أنه يجوز لأرباب بيوت مكة منع الحاج عن النزول فيها، واستدل بها الحنفية على منع بيع جورها ويأباه: الذين أخرجوا من ديارهم، وشراء عمر دار السجن فيها بلا نكير { وَمَن يُرِدْ فِيهِ }: مرادا كائنا { بِإِلْحَادٍ }: بميل عَن القصد، كما يفسره: { بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }: أي: وإن لم يفعلها على مذهب ابن مسعود وبعض والظاهر أن بظلم: صفة مصدر، أي: إرادة ملتبسة بظلم، وهو الإتيان بالمراد، فلا يحتاج إلى تكلفاتهم، ويطابق على مذهب الجمهور والله تعالى أعلم { وَ }: اذكر { إِذْ بَوَّأْنَا }: عينا { لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ }: بريح هفافة كنست مكانه، يقال لها الخجوج لا نطماسه بالطوفان، قيل له { أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ }: من الشرك والأقذار { لِلطَّآئِفِينَ }: حوله { وَٱلْقَآئِمِينَ }: العاكفين { لْقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }: المصلين { وَأَذِّن }: ناد { فِي ٱلنَّاسِ }: آمرا { بِٱلْحَجِّ }: فقام على مقامه أو الصفا أو أبي قبيس وقال: إن ربكم اتخذ بيتا فحجوه فأجابه كل من كتب له الحج إلى يوم القيامة وهم في الأصلاب: لبيك اللهم لبيك { يَأْتُوكَ رِجَالاً }: مشاة { وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ }: بعير مهزول أتبعه السفر، قُدَّمَ الرَّاجلَ لفضله، إذ " للراكب بكل خطوة سبعون حسنة وله سبعمائة من حسنات الحرم، كل حسنة مائة ألف حسنة " ، وإبراهيم وإسماعيل حجا ماشيين { يَأْتِينَ }: أي: الضامر باعتباره معناه { مِن كُلِّ فَجٍّ }: طريق { عَميِقٍ }: بعيد { لِّيَشْهَدُواْ }: يحضروا مَنَافِعَ }: دينية ودنيوية { لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ }: عشر ذي الحجة { عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ }: عند ذبح الهدي والضحايا { فَكُلُواْ مِنْهَا }: إباحة في التطوع { وَأَطْعِمُواْ }: وجوبا { ٱلْبَآئِسَ }: صاحب البؤس والشدة { ٱلْفَقِيرَ }: المحتاج { ثُمَّ لْيَقْضُواْ }: ليزيلوا { تَفَثَهُمْ }: وسخهم، كقص الظفر ونحوه وليؤدوا مناسكهم { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ }: من البر في حجهم { وَلْيَطَّوَّفُواْ }: طواف الإفاضة { بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ }: القديم أو المعتق من تسلط الجبابرة، وأما الحجاج فإنما جاء لدفع لدفع ابن الزبير -رضي الله عنه- ، أو الجند أو الزائر، الأمر { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ ٱللَّهِ }: أحكامه التي يحرم هتكها { فَهُوَ }: التعظيم { خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ }: ثوابا { وَأُحِلَّتْ لَكُمُ ٱلأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ }: وهو:

السابقالتالي
2