الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }

{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ } المنَّ والسَّلْوَى، والوحدة لاستمراره على حالة واحدة، أو لأكلهم إياها مخلوطين { فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا } ما لا ساق له من الخضراوات { وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا } الحنطة أو الثوم أو كُلّ حَبٍّ يخبز { وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا } كانوا فلاحين مغتادين بها { قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ } طَعْماً ونفعا { بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ } فيهما، واعلم أن الخير المطلق، والخير المقيد المتصف بواحدة منهما فيمكن اتصافه بالشر المقيد { ٱهْبِطُواْ مِصْراً } من الأمصار أو مصر فرعون، والمصر: البلد العظيم، وأصله الممصور، أي: المضموم بالحدود { فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ } الهوان كالقبة المحيطة { وَٱلْمَسْكَنَةُ } ولو كانوا كثيري المال { وَبَآءُو } رجعوا أو صاروا أحقاء { بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ } الضرب مع البوء { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } المنزلة { وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ } كيحيى { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } عندهم، أو قيده تَشْنيعاً على أنه قد يكون حقا كقصة إسماعيل { ذٰلِكَ } الكُفْر والقتل { بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } أي: جرَّهُم العصيان والاعتداء من حدود الله إليهما، أو الباء بمعنى مع