* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم }: تعاملتم { بِدَيْنٍ } كالسَّلَم، وفائدة ذكره إخراج معنى المجازاة، وتمييز بينهما الدَّين بفتح الدال، وكسرها، { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى }: معين بنحو الأيام لا بمثل الحصاد فإنه ليس فيه تسمية، { فَٱكْتُبُوهُ }: أمر إرشاد، { وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ } ، موصوف، { بِٱلْعَدْلِ }: لا يزيد ولا ينقص فلا بد من كونه فقيها دينا، { وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ }: من، { أَنْ يَكْتُبَ كَ }:مثل، { مَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ }: من كتب الوثائق، { فَلْيَكْتُبْ }: ذلك كذلك، { وَلْيُمْلِلِ }: وليكن المملي، { ٱلَّذِي }: وجب، { عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ }: ليكون إقراراً عند الكاتب، { وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ }: لا ينقص مما في ذمته، { مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهاً }: مَحْجُوْراً عليه بنحو تبذير، { أَوْ ضَعِيفاً }: مختل العقل بنحو صبي، { أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ }: لنحو خرس أو جهل باللغة، { فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ }: كوكيل أو قيم أو مترجم. { بِٱلْعَدْلِ } بالصدق، دل على جريان النيابة بالإقرار إذا تعاطاه قيم أو وكيل. { وَٱسْتَشْهِدُواْ }: اطلبوا الشهادة على الدين، { شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ }: المسلمين الأحرار، وعن أبي حنيفة جواز شهادة الكفار بعضهم على بعض، { فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ }: فالمستشهد رجل، { وَٱمْرَأَتَانِ }: في الماليات للسُّنةَّ، وعن أبي حنيفة جوازها فيما عدا الحدود والقصاص، { مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ }: لعلمكم بعد التهم لأجل، { أَن تَضِلَّ }: تنسى، { إِحْدَاهُمَا }: الشهادة، { فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلأُخْرَىٰ }: والعلة التذكير، والضلال سببه فنزله منزلته، { وَلاَ يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ }: إلى أدائها أو تحملها، { وَلاَ تَسْأَمُوۤاْ }: لَا تملُّوا لكثرة المداينة من، { أَن تَكْتُبُوهُ }: الحق، { صَغِيراً }: قليلاً كان، { أَو كَبِيراً }: كثيرا، { إِلَىٰ أَجَلِهِ }: وقت حُلُوْله الذي أقر به المديون، { ذَلِكُمْ }: الكتاب، { أَقْسَطُ }: أعدل، القَسطُ بالفتح: الجَوْر، وبالكسر: العدل، { عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْومُ }: أثبتُ، { لِلشَّهَٰدَةِ }: أي: إقامتها، { وَأَدْنَىٰ }: أقْربُ إلى، { أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ }: تشكوا في جنس الدين وصفاته، فعند الشك ترجعوا إلى كتابتكم، { إِلاَّ أَن تَكُونَ }: المعاملة، { تِجَٰرَةً }: مبايعة، { حَاضِرَةً }: حالة، { تُدِيرُونَهَا }: تعاطونها، { بَيْنَكُمْ }: يدا بيد، { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ }: في، { أَلاَّ تَكْتُبُوهَا }: لبعدها عن التنازع والنسيان، { وَأَشْهِدُوۤاْ }: ندبا، { إِذَا تَبَايَعْتُمْ }: ولو مُعَجَّلا، { وَلاَ يُضَآرَّ }: بالبناء الفاعل، { كَاتِبٌ }: بنحو ترك الإجابة والتحريف، { وَلاَ شَهِيدٌ }: بنحوهما وبالبناء للمفعول كَمَنْع جُعْلٍ فيهما، وأكثر الأوامر التي في هذا للاستجاب عند الأكثر، { وَإِن تَفْعَلُواْ }: المضارة، { فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ }: في مخالفته، { وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ }: أحكامه، { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَٰنٌ مَّقْبُوضَةٌ }: استوثقوا بها بدل الكتابة، وبينت السنة جوازه في الحضَرِ، ومع وجود الكاتب، وأفاد بمقبوضه اشتراط القبض فيه، خِلافاً لمالكٍ، { فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً }: فلم يأخذ الرهن، { فَلْيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ }: سُمِّي الدينُ أمانةً لائتمانه عليه بترك الارتهان مثل العين باليد، { وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ }: في الخيانة، { وَلاَ تَكْتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ }: أُسْنِدَ إليه لأن الكتمان مَعصيةُ القلب، وإسنادُ الفعل إلى جارحة تحمله أبلغ، { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ }: مُلْكاً وخَلْقاً، { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ }: بالقول أو العمل، ومنه أداء الشهادة، { أَوْ تُخْفُوهُ }: ككتمان الشهادة، { يُحَاسِبْكُمْ }: يؤاخدكم، { بِهِ ٱللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ }: تصريح بنفي وجوب التعذيب، { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }: ومنه الإخفاء والمحاسبة، وبنزولها غَمَّت الصَّحابة وقالوا: قلوبنا ليست بأيدينا، فأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قولوا: سَمِعْنا وأَطَعْنا، فقالوهَا، فنزلت { ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ }: مدحه بالإيمان وأفراده بيانا لمزيد شرف الإيمان، { وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ }: من الرسول والمؤمنين، { آمَنَ بِٱللَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ }: { وَ }: جنس، { كُتُبِهِ وَرُسُلِهِ }: قائلين: { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ }: في الإيمان بهم، { وَقَالُواْ سَمِعْنَا }: قول الله، { وَأَطَعْنَا }: أمره نسأل، { غُفْرَانَكَ }: يا، { رَبَّنَا }: في التقصيرات، { وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ }: أي: أقررنا بالبعث فلما فعلوه نزل: { لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }: مَا تَسَعُهُ قدرتها لا نحو حديث النفس، دل على عدم وقوع التكليف بالمحال لا على امتناعه، { لَهَا مَا كَسَبَتْ }: من خير، أي: أصابت، { وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ }: من شرٍّ، أي: تصرفت في تحصيله فإن النفس لفرط ميلها إلى الشر أجد في تحصيله، كذا قيل، ولا يناسبه: