الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ }: حَبَسوا أنفسهم، { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ }: الجهاد أو الطاعة أو العلم، { لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً }: ذهابا، { فِي ٱلأَرْضِ }: للكسب لاشتغالهم بها، { يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ }: بحالهم، { أَغْنِيَآءَ مِنَ }: أجل، { ٱلتَّعَفُّفِ }: عن السؤال، { تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ }: الضَّعْفِ وأثر الجهد، والخطاب للرسول أو لكل أحَد، { لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ }: عند ضرورتهم، { إِلْحَافاً }: إلحاحاً، والظاهر نفيُ السؤال والالحاف نحو:لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ } [البقرة: 73] فلا ينافي مفهومه تعرفعم بسيماهم والإلحاف أن يلازم المسئول حتى يعطيه، لكن في الحديث: " من سأل وله أربعون درهما فقد ألحف " ، { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ * ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً }: كالصِّدِّيق، تصدَّق بأربعين ديناراً عشرة عشرة كذلك أو علي -رضي الله عنه- تصدق بأربعة دراهم واحدا كذلك ولم يملك غيره، وفي كيفيتها تأمل، وسَوْق الآية يدُلُّ على أن عشرين بالليل بالصفتين، وعشرين بالنهار بالصفتين فيهما والله تعالى أعلم، والمعنى يعُمُّوْن أحوالهم بالخير، { فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }: في القيامة.