الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَٱدْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ } * { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَٰفِرِينَ }

{ وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا } القرآن { عَلَىٰ عَبْدِنَا } محمد -صلى الله عليه وسلم- { فَأْتُواْ } أمر تعجيز { بِسُورَةٍ } وقد مر معنى السورة، بمقدارها كائنةً { مِّن مِّثْلِهِ } مثل ما نزلنا في البلاغة والإخبار عن الغيب { وَٱدْعُواْ شُهَدَآءَكُم } أعوانهم في اختراعها { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } غيره وَأَصْلُ " دون " أقرب مكان، ثم استعير للرتب، ثم استعمل اتساعاً في كُلِّ تَجَاوُز حَدٍّ { إِنْ كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ } أنه كلام بشر { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ } أتى ب " إن " الشَّكَّة تَهَكُّماً أو على زعمهم ولذا نفاه بقوله: { وَلَن تَفْعَلُواْ } أبداً للإعجاز وعبر بالفعل عن الإتيان من المكيف إيجازاً { فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا } ما توقد به { ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ } أصنامكم التي تزعمونها شفعاء، أو الكبريت نزل لازم الجزاء منزلته تقريراً للمكنى عنه، وتَهْوِيْلاً لشأن العناد وتصريحاً بالوعيد مع الإيجاز، وإنَّما عَرَّفَهَا ونكَّرها في التحريم لتأخير نزول ذلك { أُعِدَّتْ } النَّارُ { لِلْكَٰفِرِينَ } دلَّ على أنها مَخْلُوْقة.