الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِيۤ أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـٰكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُوۤاْ عُقْدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْكِتَابُ أَجَلَهُ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ فَٱحْذَرُوهُ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }

{ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ }: والتعريضُ: ذكر المقصود بلفظه الحقيقي أو المجازي أو الكنائي ليدل على شيء آخر غير مذكور، والكناية: ذكر المقصود بلفظه الحقيقي لم يوضع له، واستعمل في الموضوع له لا على وجه القصد إليه، بل لينتقل منه، وبينهما عموم من وجه، { مِنْ خِطْبَةِ }: هي عُرْفاً طلبُ، { ٱلنِّسَآءِ }: أي: المعتدات للوفاة، وبضم الخاء: الموعظة، وأصلها: الحالة التي عليها الخاطب، مثال التعريض: إنك جميلة، وغرضى أن أتزوج، { أَوْ أَكْنَنتُمْ }: أضمرتم، { فِيۤ أَنْفُسِكُمْ }: بلا تعريض، { عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ }: ولا تصبرون عنهن، فأباح التعريض فاذكروهن، { وَلَـٰكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً }: نكاحا أو جماعا، { إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }: حاصله: لا تواعدهن إلا مواعدة معروفة، وهي التَّعريضُ لا التصريح، { وَلاَ تَعْزِمُوۤاْ عُقْدَةَ }: أي: عَقْدَ عقدة، { ٱلنِّكَاحِ }: وهي ما يتوقف عليه صحته، { حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْكِتَابُ أَجَلَهُ }: أي: ينتهي ما كتب وأوجَبَ من العدة، فالنكاح فيها لا يَصِحُّ إجماعا، وذكر العَزْم مبالغة في النهي في العقد، واعلم أن مراتب دواعينا إلى الفعل سِتٌ: السَّانحُ ثم الخاطر ثم التفكر فيه، ثم الإرادة، ثم الهمَّةُ، ثم العزم فالعزم على الأمر هو العقد على إمْضَائه، { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ فَٱحْذَرُوهُ }: ولا تعزموا، { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ }: لمن عزم ولم يفعل، { حَلِيمٌ }: لا يعجل بالعقوبة.