الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ يَٰـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَٰشاً وَٱلسَّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ يَٰـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يشمل الموجودين ومن سيوجد، ولا يمنعه ورود أنه أينما وقع فمكي كما أنيٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مَدَني { ٱعْبُدُواْ } عَمَّ المُؤْمِنَ والكافر والمنافق لأن زيادة العبادة عبادة، فاشترك الكل فيها { رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } ما تقدمكم ذاتاً أو زماناً { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } أي: اعبدوه راجين دخولكم في المتقين الفائزين بكمال الفلاح أو " لعل " بمعنى كي، علة لخلق، دلت الآية على أنا لا نستحق بعبادته ثواباً، فإنه جعلها شكراً لنعمته، هو { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَٰشاً } بساطاً بإخراج بعضها عن الماء، هذا لا ينافي كُرِّتَها الحسية. { وَٱلسَّمَاءَ بِنَآءً } قُبَّةً { وَأَنزَلَ مِنَ } جانب { ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ } بيان لقوله { رِزْقاً } مرزوقا { لَّكُمْ } أو تبعيضية وهو حال { فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً } أمثالاً في عبادتكم إياها { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أنها لا تماثله بوجه.