الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْ كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَٰرِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ } يأخذ بسرعة { أَبْصَٰرَهُمْ كُلَّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مَّشَوْاْ فِيهِ } أي: في ضوئه، هذا بإزاء اهتزازهم بما ظهر لهم من غنيمة تطمح إليها أبصارهم { وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ } وقفوا، هذا بإزاء توقفهم عند عروض بلاء وأتى بـ " كلما " مَعَ أضاء وبـ " إذا " مع أظلم لحِرْصِهِمْ عَلَى المَشْي { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ } بقصيف الرعد { وَأَبْصَٰرِهِمْ } بوميض البرق لشدتها، ولكنَّ المانع عدمُ مَشِيئَتهِ { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } أي شيء { قَدِيرٌ } ومنه أفعال العباد، والقدير: الفَعَّالُ لِمَا يشاء [والمقدر يقاربه إذا استعمل فيه -تعالى- والمستعمل فينا بمعنى المكتسب للقدرة]، والقادر: الذي إن شاء فعلاً فعله، وإلا فلا، والقدرة: التمكن من إيجاد الشيء [وأصل الشيء: مصدر شاء يشاء وهنا بمعنى مَشئ، كما أنه بمعنى شَائي في آية:قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ } [الأنعام: 19] يختص بالموجود فيهما، والمعتزلة لما عرفوه بما صَحَّ أنْ يُوْجَدَ وَمَا صَحَّ أن يعلم ويخبر عنه، خَصَّصُوْهُ بالمُمْكَن].