الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ للَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلْعُمْرَةِ إِلَى ٱلْحَجِّ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي ٱلْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

{ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ }: كالحج والجهاد، { وَلاَ تُلْقُواْ }: أنفسكم، { بِأَيْدِيكُمْ }: بعدم الإنفاق فيها، أو أيديكم بمعنى: أنفسكم، والبَاءُ صِلَةٌ، { وَأَحْسِنُوۤاْ }: إلى المحَاويْج، { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ * وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ }: ائتوا بهما تامي المناسك، { للَّهِ }: ظاهره وجوبها لأنه أمر باتمامها مطلقاً بلا تقييد بالشروع، فيكون واجباً، لأن مقدمة الواجب واجب، على أنه قُرئَ: وأَقِيْمُواْ الحَجَّ، { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ }: مُنِعْتُمْ بعَدُوٍّ، والإحصار مخصوص بالعَدُوِّ عند الشَّافعي ومالك، وبه فَسَّره ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما-، فليس بمذهبه حتى يكون تقليداً له، ويدُلُّ عليه: { فَإِذَآ أَمِنتُمْ } ، ونزولها في الحديبية ويشمل المرض ونحوه عند الحنيفة لحديث " من كُسِرَ أو عَرَجَ فقد حلَّ وعليه الحج من قابل " ، وهذا وإن رواه الترمذي فقد ضعفوه، ويدفعه حديث ضُبَاعة المروي في " الصحيحين " وغيرهما، { فَ }: عَلَيْكُم، { مَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ }: جمع هدية، وهي شاة، { وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ }: أي: لا تحللوا، { حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْهَدْيُ مَحِلَّهُ } مكان حل ذبحه، وهو محل الحبس عند الشافعي، والحرم عند أبي حنيفة، أي: حتى تذبحوه، { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً }: يحتاج إلى الحَلْق، { أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ }: كجُرْحٍ وقَمْلٍ، { فَفِدْيَةٌ }: فعليه فدية إن حلق، { مِّن صِيَامٍ }: ثلاثة أيام، { أَوْ صَدَقَةٍ }: بفَرق وهو ثلاثة آصُع على ستة مساكين، { أَوْ نُسُكٍ }: ذبح شاة أو ما فوقها، وكذا في الاستمتاعات ولو بلا عذر، { فَإِذَآ أَمِنتُمْ }: من الخوف وتمكنتم من المأتى إلى مكة، { فَمَن تَمَتَّعَ }: بالتقريب إلى الله تعالى، { بِٱلْعُمْرَةِ }: في أشهر الحج إلى أن وصل، { إِلَى ٱلْحَجِّ }: فحج بعد تحلله من العمرة، { فَ }: عليه:، { مَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ }: هو دَمُّ جُبْران عند الشافعي فلا يأكل منه، ونُسكٍ عند أبي حنيفة كالأضحية، { فَمَن لَّمْ يَجِدْ }: الهدي، { فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي }: أثناء، { ٱلْحَجِّ }: قبل التحلل ويستحب أن يحرم قبل السابع، { وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ }: إلى أهليكم بعد الوصول، وعند أبي حنيفة بمعنى: فراغه عنه، { تِلْكَ عَشَرَةٌ }: فَذْلَكة لرفع توهم أن الواو بمعنى " أو " أو للإباحة، أو السبعة للكثرة، أو كَقَوله تعالى:فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } [فصلت: 10]، { كَامِلَةٌ }: تأكِيْدٌ للاهتمام أو للتنبيه على عدم نقصها من المبدل عنه، أَوْ على أنها أول عدد كامل كما في كتب الحساب، { ذٰلِكَ } الحُكْمُ { لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ }: مجاز عن نفسه، { حَاضِرِي ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ }: هو من بينه وبين الحرم مسَافَةُ القَصْر، فإن كان أقلّ فهو مقيم أو كالمقيم، وغير المتوطن على قول المحققين من الشافعية كالمتوطن، وأُلْحقَ القارنُ بالمتمتع، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ }: في مخالفته، { وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }: لمخالفيه.