الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَٱلآنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّليْلِ وَلاَ تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَٰكِفُونَ فِي ٱلْمَسَٰجِدِ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } * { وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ }: الجماع، كَنَّى عَنهُ هنا بالرفث الدال على معنى القبح بخلاف غيره من المواضع استقباحاً لارتكابهم له قبل الإباحة، { إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ }: كالفراش، { وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } كاللِّحَاف، تمثيل لصعوبة اجتنابهن وشدة ملابستهن، أو لستر أحدهما الآخر من الفجور، { عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ } تَظْلمُون، { أَنْفُسَكُمْ }: إذْ فَعَلهُ عُمَر -رضي الله عنه- فاعتذر فأحله الله تعالى، { فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ }: الخيانة، { فَٱلآنَ }: إذْ احَلَّ لكم، { بَٰشِرُوهُنَّ } جامعوهن، وأصلها: إلصَاقُ البشرة بالبشرة، { وَٱبْتَغُواْ }: اطلبوا، { مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ } من الولد أو ليلة القدر، { وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ }: جميع الليل، { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ }: بيان للخيط الأبيض، أي: يتبين بَيَاضُ الصُّبْح الصادق من سواد الليل، دَلَّ على صَحَّة صَوْم المصبح جُنباً، { ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّليْلِ }: بإخراج الليل، نفى صوم الوصال، وأما حرمة عدم تحلل الإفطار بين يومين بالسنة، { وَلاَ تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَٰكِفُونَ فِي ٱلْمَسَٰجِدِ }: كانوا يعتكفون فيخرجون، فنهوا، { تِلْكَ }: الأحكَامُ، { حُدُودُ ٱللَّهِ }: بين الحق والباطل، { فَلاَ تَقْرَبُوهَا }: مَجَازٌ عن اعتدائها مبالغة: أي: لا تَتجَاوَزُوا من الحق إلى الباطل، فلا يرد، أن أكثرها إباحة فلم لا يتجاوز عنهما، { كَذٰلِكَ }: التبيين، { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ }: بالحرام { وَ } لا { تُدْلُواْ بِهَا }: أي: تلقوا حكومتها، { إِلَى ٱلْحُكَّامِ } ولا تتواصوا بها إلَيْهِم، { لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً }: طائفة، { مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ }: مُلْتبسينَ، { بِٱلإِثْمِ } ، كاليَمين الكَاذبة، { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }: أنكم مبطلون.