الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ فَمَنْ خَافَ }: عَلِمَ، { مِن مُّوصٍ جَنَفاً }: مَيْلاً عن الحَقِّ خطأ كتجريح غني، { أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ } بَيْنَ الوَرَثَة والموصَى لهُ، { فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ }: فيه، { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ }: فرض { عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ }: صَوْمُ رَمضَان أو ثلاثَة من كل شهر، أو عاشوراء، ثم نُسِخاً برَمَضان، { كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ }: من لدن نوح والمراد: التشبيه في أصل الصوم لا كيفيته، { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }: المعاصي، فإنه يُضيِّقُ مجاري الشَّيطان، صُوْمُوا، { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ }: قلائل أو مُؤقَّتات بعددٍ معلوم، { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ }: بخلاف من أحدث سفره في أثنائه، { فَعِدَّةٌ }: فعليه صَوْمُ عدَّةِ ما أَفْطَر، { مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ }: للصِّحَّة والإقامة، قيلَ: أي يصوم طاقته أي: جهده كالهرم، { فِدْيَةٌ }: إن أفطروا، { طَعَامُ مِسْكِينٍ }: مُدّ طعَام، وعندَ فُقَهاء العراق نصفُ صَاع بُرّاً وصَاعٌ من غيره، فخيروا بين الصوم والإطعَامِ، ثم نسخ على القول الأول، { فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً }: بإطعام أكثر منه، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ }: أيها المطيقون، { خَيْرٌ لَّكُمْ }:منها، { إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }: فضائله، { شَهْرُ رَمَضَانَ }: عَلمٌ مُركَّب مبتدأ، وحيثُ ورَدَ رمضان فيحذف المضاف كالربيعين، سمى بهم لارتمَاضِهم فيه بحَرِّ الجوع والعطش، وأما تسمية شوال به لشَوْل أَرْبابِ اللِّقَاح فيه، وذي القعدة لقعودهم فيه عن الحرب، وذي الحجة: للْحجَّ فيه، والمُحرَّم لتحريم القتل فيه، وصفر لخُلُوِّ مكَّة فيه عن أهلها للقتال فيه، والربيعين لارتباع الناس فيهما أي: إقامتهم، والجُمادين: لِجُمُود الماء فيهما، ورجب: لترجيبهم إياه، أي تعظيمهم، وشعبان: لتشعب القبائل فيه، والشهر لأنهم ينظرون إلى الهلال فيشهرونه، والخبر، { ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ }: في شأنه أو في ليلة قدره، أو الرابع والعشرين منه، { ٱلْقُرْآنُ }: جملةً إلى السماء الدنيا، قم نزل مُنجَّماً، بل نزلت صُحُفُ إبراهيمَ في أوله، والتوراة لسادسه والأنجيل لثالث عشره، { هُدًى } هادياً، { لِّلنَّاسِ }: بإعجازه، { وَ } آيات، { بَيِّنَاتٍ مِّنَ } جُمْلة، { ٱلْهُدَىٰ }: إلى الأحكام الحَقَّة، وعلى هذا فليست نكرة أعيدت معرفة كهُوَ عالم، ومن مُتبحِّرى العلماء، { وَٱلْفُرْقَانِ }: بين الحق والباطل، { فَمَن شَهِدَ } حَضَر، { مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ }: أي: فيه، { فَلْيَصُمْهُ }: لم يقل فيه ليدُلَّ على استيعاب اليوم { وَمَن كَانَ مَرِيضاً }: بحيث يشقُّ عليه الصَّوْم، { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }: هذا نسخ للأول لإخراجه المقيم، { يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ }: فأباح الفطر فيهما، { وَ }: شَرَعَ تِلْكَ الأحكام، { وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ }: عدد أيام الشهر بقضاء ما أفطرتم، { وَلِتُكَبِّرُواْ }: لتعظموا، { ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }: هذا علة للترخيص وما قبلع عِلّة للقضاء، وما قبله للأمر بالمراعاة للعدَدَ.