{ وَلَئِنْ أَتَيْتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ }: دالَّةٍ على أنَّ الكعبة قبلة، { مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ }: حسدا، { وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ }: الصَّخْرَة لليهود، ومطلع الشمس للنصارى، ووَحَّدَهَا لاتحادهما بطلانا، { وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ }: كَمَا مَرَّ، { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم }: في مُدَاراتهم، { مِّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ }: بالوحي، { إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ }: مثلهم هذا تخويف لنا، { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ }: مُحمَّداً -صلى الله عليه وسلم-، { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }: بلا التباس، { وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ }: نَعْتَهُ، { وَهُمْ يَعْلَمُونَ }: من كتبهم، { ٱلْحَقُّ }: الذي يكتمون كَائنٌ، { مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ }: أنت مع أمتك، { مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } الشَّاكِّيْنَ فيما أخبرناك، { وَلِكُلٍّ }: من أهل الكتاب، { وِجْهَةٌ }: قبلة، { هُوَ مُوَلِّيهَا }: وَجْههُ، ولكُلٍّ عملٌ دُنيويٌ يصل به إلى الله تعالى إنْ رَاعَى شرائطهُ، { فَٱسْتَبِقُواْ }: بادروا، { ٱلْخَيْرَاتِ }: باتباع أوامر الله عز وجل، { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ }: أنتم وأهل الكتاب، { يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ }: بقبض أرواحكم أو حشركم، { جَمِيعاً }: إذ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَمِنْ حَيْثُ }: أي مكان، { خَرَجْتَ }: للسفر، { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ }: في الصلاة، { وَإِنَّهُ }: المأمور به، { لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } كرَّرَهُ دَفْعاً لتوهُّم مَظنَّة النَّسْخ، ولترتيب كل واحد على علَّة، فالأول: لإرضاء الرسول، والثاني: لأن لكل ذي شرع قبلة، والثالث: { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ }: أحد منهم، { عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ }: مستمسك من أن النبي المنعوت قبلته الكعبة، { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ }: من الناس، كمشركي مكة، إذ قالوا: سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا والمراد نفي الحجة، { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ }: الظالمين، { وَٱخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ }: عطف على لئلا، { نِعْمَتِي }: تكميل الشريعة، وفي الحديث: " تمام النعمة دخول الجنة " ، { عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }: إلى الصواب.