الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } * { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } * { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ } * { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } بنحو الكفر وافشاء سر المسلمين في الكفار { قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } نداري المؤمنين والكفار اصلاحاٍ بينهما، والفساد: الخروج عن الإعتدال، والصلاح ضده، ويعمان كُلَّ ضُرٍّ وَنَفْع { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ } الصَّحَابةُ، دَلَّ على قيول توبة الزنديق، وَهُوَ مُظْهِرُ الإسْلاَم مبطن الكفر { قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ } أي: الناس، والسَّفَهُ: خِفِّةُ الرَّأْي، ويقابله الحلم { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } خَصَّهُ بالعلم لاحتياج الفرق بين الحق والباطل إلى مزيد نظر بخلاف قيح النفاق فإنه يُعْرَفُ بأدنى شعور { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ } انفردوا { إِلَىٰ } مَعَ { شَيَاطِينِهِمْ }. من أصحابهم { قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ } في الدين { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ } لاعبون بالمؤمنين، والجملتان قصة واحدة لبيان نفاقهم فلا تكرار { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ } أراد غايته كَمَا مَرَّ أو جَزَاءَهُ، و أشار بالمضارع إلى تجدده، ومنه:أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } [التوبة: 126] { وَيَمُدُّهُمْ } يزيدهم ويقويهم { فِي طُغْيَانِهِمْ } غلوهم في الكفر { يَعْمَهُونَ } يتحيرون، العمهُ: عدم الدراية بسلوك الطريق والمعتزلة [يمنعهم إسناد القبيح إليه -تعالى-] يؤلون الآية [ ونظائرها بمَجَازاتً بعيدةً، جاهلين بأن لا قبيح بالنسبة إليه -تعالى- فلا يتصور في افعاله ظلم إذ له التصرف في ملكه كيف يشاء وإنما يوصف به وبأمثاله أفعالنا باعتبار كسبنا وقيامها بنا فقط -كما سيأتي- ولا يجوز صرف الكلام عن ظاهره إلَّا ببُرْهانٍ يمنعه كَمَا بُيِّن في موضعه -والله أعلم].