الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } * { أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } * { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً } * { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } * { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً } * { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } * { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } * { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً } * { قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً } * { وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } * { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } * { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } * { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً } * { كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } * { فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } * { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } * { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } * { لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } * { لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } * { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً } * { أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } * { وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } * { إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً } * { لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً } * { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَرْداً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }

{ وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ }: إنكارا كأُبَّي بن خَلَف { أَءِذَا مَا }: صلة، { مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً }: من الأرض، { أَوَلاَ يَذْكُرُ }: يتفكر، { ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً }: فإعادته اهون، { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ }: كل مع شيطانة في سلسلة، { ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً }: قعودا على الركب، والظاهر أنهم يساقون جثيا في الموقف إليه لقولهوَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } لَنَنزِعَنَّ }: لنخرجن، { مِن كُلِّ شِيعَةٍ }: أمة شاعت دينا، { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً }: جرأة ومعصية، أي: ينزع الأعصى فالأعصى فيطرح فيها، { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً }: احتراقا فلا نظلمهم، { وَإِن }: ما { مِّنكُمْ }: أحد { إِلاَّ وَارِدُهَا }: جهنم وُرُوْد مرور ويكون على المؤمن برْداً وسلاَماً ويمر بها دون الكافر، وفسر بالصراط، { كَانَ }: ورودهم { عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً }: واجبا، { مَّقْضِيّاً }: عليكم { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ }: الكفر { وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ }: الكافرين، { فِيهَا جِثِيّاً }: كما كانوا كيف لا، { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ }: واضحات الإعجاز { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ }: منا ومنكم، { خَيْرٌ مَّقَاماً }: مكانا، { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً }: مَجْلسا تفاخروا بحظوظ الدنيا، { وَكَمْ }: كثيرا، { أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً }: متاع البيت، { وَرِءْياً }: عيئة فلم ينفعهم { قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ }: الكفر { فَلْيَمْدُدْ لَهُ }: ليمهله بالتمتعات، { ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً }: لقطع معاذيره، { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ }: في الدينا { وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ }: حينئذٍ { فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً }: فيه، { وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى }: وهو خير مما أعطى الكفرة كما دل عليه، { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ }: فُسّرت مرة ، { خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً }: مرجعا، هذا مثل: الصيف أحر من الشتاء، { أَفَرَأَيْتَ }: أخبر بقصة، { ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا }: عاص بن وائل إذ طلب خباب حقه منه فاستهزأ، { وَقَالَ لأُوتَيَنَّ }: حين أبعث، { مَالاً وَوَلَداً }: فأعطيكه، وبضم الواو جمع أو لغة فيه، { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ }:فعلم أن يئتي { أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً }: أن يؤتيه حينئذ { كَلاَّ }: ليس كما تصور، { سَنَكْتُبُ }: سننتقم منه أنتقام من يكتب { مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ }: نُطَوّل { لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً }: أو مضاعفة { وَنَرِثُهُ }: بموته، { مَا يَقُولُ }: من المال والولد { وَيَأْتِينَا }: { فَرْداً }: في القيامة بلا شيء، { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً }: يتعززون بـشفاعتهم، { كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ }: آلهتهم، { بِعِبَادَتِهِمْ }: يجحدونها، { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً }: أعداء يقولون ربنا عذب من عبدنا { أَلَمْ تَرَ }: للتعجب، { أَنَّآ أَرْسَلْنَا }:سلطنا، { ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }:أي: خليناهم وإياهم، { تَؤُزُّهُمْ }: تحركهم إلى المعاصي { أَزّاً * فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ }: بطلب عقوبتهم { إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ }: ايام آجالهم، { عَدّاً }: جزاء أو أنفاسهم للفناء اذكر، { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً }: راكبين { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ }: سوق البهائم { إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً }: عطاشٍا { لاَّ يَمْلِكُونَ }: أطلق المدلول للقسمين { ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً }: هو كلمة التوحيد { وَقَالُواْ }: المجرمون، { ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً * لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً }: عظيمــًا منكــــراً { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ }: يتشققن، { مِنْهُ }: من هذا القول المجذب لغضب الله تعالى بتخريبهما لولا حِلْمهُ { وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً }: تهد، أي: تكسر مهدودة أي: مكسورة لأجل، { أَن دَعَوْا }: نسبوا، { لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً }: أفادَ بالرحمن أن كل ما عداه نعمة أو مُنعم عليه فلا تجانس فيتخذ منهم ول { إِن }: ما { كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً }: يأوي إليه بالعبودية والانقياد، وبُيّنَ في الفاتحة { لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ }: أحَاطَ بهم علمًا { وَعَدَّهُمْ }: شخصاً ونفساً وغيرهما { عَدّاً * َكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَرْداً }: عن الاتباع، { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً }: في القلوب بلا سعيهم السين لنزولها بمكة حين كانوا ممقوتين أوفي القيامة { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ }: القرآن ملتبسا، { بِلِسَانِكَ }: لغتك، { لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }: أشد الخصومة، { وَكَمْ }: كثيرا، { أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ }: أمة، { هَلْ تُحِسُّ }: تجد، { مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }: صوتا خفيا فليعتبروا، وتركيب ركز للخفاء - والله أعْلَمُ بالصواب واليه المرجعُ والمآب.