الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً } * { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً } * { يٰأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَٱتَّبِعْنِيۤ أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } * { يٰأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ٱلشَّيْطَانَ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيّاً } * { يٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } * { قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يٰإِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَٱهْجُرْنِي مَلِيّاً } * { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } * { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً } * { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهْم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيَّاً } * { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً } * { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً } * { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } * { جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } * { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاَماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } * { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } * { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }

{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ }: القرآن قصَّة { إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً }: ملازما للصدق كثير التصديق { نَّبِيّاً * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يٰأَبَتِ }: ما سماه استعطافاً { لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي }:يدفع { عَنكَ شَيْئاً }: من المكارة أو لا ينفعك، { يٰأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ }: لم يصف نفسه بالعلم وأباه بالجهل رفقا { فَٱتَّبِعْنِيۤ أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً }: مستقيما { يٰأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ }:لا تطع، { ٱلشَّيْطَانَ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيّاً }: وتابعُ العاصي عاص { يٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ }: مع كثرة رحمته، { فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً }: قريناً في اللعن أو العذاب { قَالَ }: أبوه: { أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يٰإِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ }: عن مقالتك فيها { لأَرْجُمَنَّكَ }: بالحجارة، أو لأشتمنك فاحذري، { وَٱهْجُرْنِي مَلِيّاً }: زماناً طويلاً { قَالَ }: إبراهيم: { سَلاَمٌ عَلَيْكَ }: سلامُ متاركة، { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ }: ليوفقك لموجب المغفرة، { إِنَّهُ } تعالى { كَانَ بِي حَفِيّاً }: بليغ البر، { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ }: تعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو }: أعبد، { رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً }: خائبا كخيبتكم بدعاء آلهتكم { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ }: وهاجرو إلى الشام { وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ }: ابنه { وَيَعْقُوبَ }: ابن ابنه، خصهما بالذكر ليذكر إسماعيل بفضله منفرداً، { وَكُلاًّ }: منهما، { جَعَلْنَا نَبِيّاً * وَوَهَبْنَا لَهْم مِّن رَّحْمَتِنَا }: النبوة وغيرها، { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }: ثناء حسنا في كل ملل عني باللسان ما يوجد به، { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ }: قصَّة { مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً }: اخلصناه لعبادتنا، وبالكسر ظاهر، { وَكَانَ رَسُولاً }: هو من يأتيه الملكُ بوحي الرّسالة { نَّبِيّاً }: هو من أوحي أليه ولو في النوم، أخّره مع أنه أعم لإفادة إنباءه بكل مَا أمر { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ }: الذي على يمين موسى أو من اليمن { وَقَرَّبْنَاهُ }: تقريب تشريف { نَجِيّاً }: مُناجياً بتكليمه أو مرتفعا، إذ رفع فوق السموات فسمع صرير الأقلام { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ }: أي: مؤازرته إجابة لدعائه، { نَبِيّاً * وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ }: قصَّة { إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ }: قال: ستجدني الخ فوفي به { وَكَانَ رَسُولاً }: إلى جُرْهُم { نَّبِيّاً }: مرَّ بيانهما وعلى القول الأصحّ لا إنكار { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ }: اشتغالاً بالأهم فالأهم أو قومه، { وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً * وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ }: قصةِ { إِدْرِيسَ }: أوَّل من خطَّ وعلم النجوم والسحاب، وخاط ولبس المخيط وأخذ السلاج وغزا { إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيَّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً }: النبوة أو السماء أو الجنة بعد أن أذيق الموت وأُحْيىَ { أُولَـٰئِكَ }: المذكورين، { ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ }: يعني إدريس { وَمِن }: ذُرية { وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ }: في سفينته، يعني أبراهيم، فإنه من سام، { وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ }: يعني إسماعيل و إسحاق، { وَإِسْرَائِيلَ }: يعقوب، يعني موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى، { وَمِن }: جملة، { وَمِمَّنْ هَدَيْنَا }: إلى الحق، { وَٱجْتَبَيْنَآ }: للنبوة، { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ }: سقطوا { سُجَّداً وَبُكِيّاً }: باكين، في الحديث

السابقالتالي
2