الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً } * { إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي ٱلأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } * { فَأَتْبَعَ سَبَباً } * { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } * { قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً } * { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً } * { ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً } * { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً } * { كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً } * { ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً } * { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً } * { قَالُواْ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً } * { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً } * { آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً } * { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } * { قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } * { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً } * { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } * { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } * { أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً } * { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } * { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً } * { ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً } * { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً } * { قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } * { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً }

وأيضا: الأول في نفسه شر، والثالث خير، والثاني خير ، والثاني ممتزج وأيضا: العارف في أوله ينظر إلى نفسه وأعماله،ثم إلى نفسه وخالقه، ثم لا يرى إلا الخالق { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ }: الأصــح أنه إسكندر اليوناني الذي طاف بالبيت مع إبراهيم وكان وزيره الخضر، وصفحتنا رأسه من النحاس، وبلغ قرني الدنيا، أي طرفيها، وقيل: هو الرومي الذي قبل المسيح بثلاثمائة سنة، ووزيره أرسطو، { قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ }: من ذي القرنين { ذِكْراً * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ }: أمروه { فِي ٱلأَرْضِ }: بالتصرف فيها كيف شاء، { وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ }: أراده، { سَبَباً }: وصلة إليه من العلم والقدرة والآلة، { فَأَتْبَعَ سَبَباً }: وصلة إلى المغرب أو طريقا { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ }: مطمح نظره أو حقيقة فإنَّ الشمس في السماء الرابعة، وهي مثل الارض مائة وستين مرة، ولذا ما قال: كانت تغرب، { فِي عَيْنٍ }: ذات، { حَمِئَةٍ }: طين أسود، وحامية أي: حارة { وَوَجَدَ عِندَهَا }: عند العين { قَوْماً }: كفارًا { قُلْنَا }: له وحيا إليه أو إلى بني زمانة أو إلهاما: { يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ }: بالقتل ونحوه { تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً }: بإرشادهم، فاختار الحسن حيث قال: { أَمَّا مَن ظَلَمَ }: بإصرار على الكفر، { فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ }: بالقتل { ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً }: منكراً لم يعهد مثله، { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ }: أي: الجنة والإضافة بيانية، ونصباً حال، أي: فله الحسنى مجزياً بها { وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا }: ما نأمر به أمرا، { يُسْراً }: عملاً لا شاقاً { ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً }: وصلة إلى الشرق { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ }: أول مكان طلوعها من المعمورات { وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْم }: هم الزنج، { لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا }: دون الشمس، { سِتْراً }: من اللباس، أو من الأبنية والأشجار، والمراد دوام طلوعها عليهم في الصيف فوق الأرض، هذا وراء بربرة من تلقاء بلغار تدور الشمس فيه بالصيف ظاهرة فوق الأرض لكن لا تسامته رؤسهم اُسس ذي القرنين، { كَذَلِكَ }: المذكور في الملك، { وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً }: من كثرة الأسباب { خُبْراً }: علما، { ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً }: وصلة بين المشرق والمغرب، { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ }: جبلا أرمينية من أذربيجان المبنّي بينهما السد ، { وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً }: لقلة فطانتهم { قَالُواْ }: القوم { يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ }: قبليتين من ولد يافث، أو يأجوج من الترك، ومأجوج من الجبل { مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ }: أرضنا، { لأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً }: جعلاً { عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً }: يمنعهم عنَّا { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي }: من المال والملك، { خَيْرٌ }: من خرجكم { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ }: ما اتقوى به من الآلات، { أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً }: حاجزا حصينا، وهو أكبر من السدَّ { آتُونِي زُبَرَ }: قطع { ٱلْحَدِيدِ }: أي: ناولوني، فلا ينافى ردَّ الخرج فأتوا به، { حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ }: امتلأ، { بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ }: جانبي الجبلين وازى روُسهما بجعل بجعل الفحم والحطب في خلال الزُّبر { قَالَ }: للعملة: { ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً }: كالنار بالإحماء { قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً }: نحاسا مُذابا ليشتدَّ { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ }: يعلو لملاسته، { وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً }: لشدته وثخنه { قَالَ }: ذو القرنين: { هَـٰذَا }: السد، { رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي }: على عباده، { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ }: أي: وقت وَعْدِ { رَبِّي }: بخروجهم أو قرب { جَعَلَهُ دَكَّآءَ }: مداًّ: أرضًا مستوية، وقصراً: مدكوكاً، مستوٍ بالأرض، { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً }: كائنا، تمت قصة ذي القرنين.

السابقالتالي
2