الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } * { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } * { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً } * { قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } * { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } * { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } * { رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }

{ وَ }: اذكر { إِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ }: فهم تحت تصرفه فَخَوِّفْهُم ولا تخف منهم، { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا }: في المعراج وعلى اليقظة فهي بمعنى الرؤية، { ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً }: اختبارا، { لِّلنَّاسِ }: إذا ارتدَّ كثير بإنكاره وزاد إيمان آخرين، { وَ }: ما جعلنا { ٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ }: المؤدية أو المبعدة عن مكان الرحمة أو المذمومة، وهي شجرة الزقوم، { فِي ٱلقُرْآنِ }: إلاّ فتنة للناس، فقال بعضهم: نار وقودها الناس والحجارة كيف تنبت فيها شجرة رطبة؟ { وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ }: التخويف، { إِلاَّ طُغْيَاناً }: عتوّاً، { كَبِيراً }: { وَ }: اذكر { إِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ }: فسر مرة، { قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً }: من طين { قَالَ } إبليس: { أَرَأَيْتَكَ }: أخبرني عن { هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ }: فضلته { عَلَيَّ }: والله، { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ }: أخرت مماتي، { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ }: لأستأصلن { ذُرِّيَّتَهُ }: بإغوائهم، { إِلاَّ قَلِيلاً }: علم سهولته من قول الملائكة:أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا } [البقرة: 30] إلى آخره " ، أو من خلقه ذَاوهم في شهوةٍ وغضب { قَالَ ٱذْهَبْ }: امض لما قصدت، { فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ }: أنت معهم حال كونه { جَزَاءً مَّوْفُوراً }: مكملا، { وَٱسْتَفْزِزْ }: استخفّ { مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ }: أن تستفزه، { بِصَوْتِكَ }: بدعائك بنحو الغناء وكل داع إلى المعصية، { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم }: صِحْ عليهم لسوقهم { بِخَيْلِكَ }: فرسانك في المعاصي، { وَرَجِلِكَ }: ورجالك فيها، حاصله: تصرف فيهم بكل ما تقدر، والأمر تهديدي أو قدري، { وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ }: بجمع الحرام والإنفاق فيه، { وَٱلأَوْلادِ }: يبعثهم على الزنا وقبائحهم وإضلالهم ونحوه، { وَعِدْهُمْ }: الأباطيل كالاتكال على كرامة الآباء، { وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }: هو تزيين الخطأ وما يوهم الصواب، { إِنَّ عِبَادِي }: المخلصين { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ }: تسلط، { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } لهم { رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي }: يُجزي { لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ }: من الرزق وغيره، { إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }: برحمته سخَّرها لكم.