{ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } فيختار من يشاءُ لما يشاءُ فلا تستبعدوا من اصطفاء يتيم أبي طالب { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ }: بالفضائل النفسانية فقط كمحمد عليه - صلى الله عليه وسلم - كما أشار إليه بقوله: { وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }: المكتوب فيه:{ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } [الأنبياء: 105]، أي: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ونهي التفضيل محمول على مجردة العصبية، فَإن محمداً أفضل، ثم إبراهيم ثم موسى عليهم الصلاة والسلام - { قُلِ ٱدْعُواْ }: لكشف، { ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم }: ألوهيتهم، كعيسى والملائكة، { مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ }: لا يستطيعون، { كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ }: بالكلية، { وَلاَ تَحْوِيلاً }: تبديلا من حوَّلتُ القميص قباء فإن كشف الضر تبديله بالعافية، فلا يرد أن تحويلاً مستدرك، فإن من لا يملك كشفه لا يملك تحويله عنه عن غيره، { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ }: أي: يبتغي الذي هو، { أَقْرَبُ }: منهم إليه الوسيلة بالطاعة فكيف بغيره، { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ }: فكيف يستحقون الألوهية، { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }: حقيقاً بأنْ يُحذر عن، { وَإِن }: ما، { مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ }: بالموت { أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً }: إن بقيت إلى يوم القيامة الأول في قرى المؤمنين، والثاني في قُرى الكافرين، كذا عن بعض السَّلف { كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ } اللوح { مَسْطُوراً } في الأزل.