الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً } * { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً } * { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً }

{ سُبْحَانَهُ } تنزيهاً له { وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً } وصف العلو بالكبر مبالغة في النزاهة { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ } مضت نكتة إفرادها { وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ }: ملتبسا، { بِحَمْدِهِ }: فيقول: سبحان الله وبحمده، فلا يسمعها إلا الكُمَّلُ كالنبيِّ وبعضُ الصحابة، وجمهور السلق على أنه ظاهره وقيل: الظاهر جعل التسبيح أعَمّ من الحالي والمقالي لإسنادِهِ إلى مَا يتصوّرُ منهُ وإلى ما لا يتصوّر، وعند المتأخرين: لكلِّ شيء تَسبيح بلسان الحال وهو دلالته على صانع واحد، { وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ }: أيها المشركون، { تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً }: لا يعاجل بعقوبتكم، { غَفُوراً }: لمن تاب، { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ }: مطلقاً أو ثلاث آيات مشهورات من النَّحْل والكهف والجاثية، { جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً }: لا يرونك { مَّسْتُوراً }. عن الحس وبعد نزولها كان المؤذون يمرُّون عليه ولا يرونه عند القراءة، { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً }: أغطية كراهة، { أَن يَفْقَهُوهُ }: يفهموه { وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً }: يمنعهم عن استماعه، { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ }: بلا ذكر آلهتهم، { وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً }: نفرة من التوحيد، { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ }: إليك، { بِهِ }: بسببه، وهو الهزؤ والتكذيب، { إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ }: ذوو { نَجْوَىٰ }: يتناجون بالتكذيب، { إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ }: أي: يقولون، { إِن }: مَا { تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً }: سُحِرَ فجُنّ.