الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً } * { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } * { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً } * { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً } * { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً } * { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } * { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } * { وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } * { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } * { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } * { كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً }

{ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ }: أي: أن تعرض عن المستحقين المذكورين، { ٱبْتِغَآءَ }: لانتظار، { رَحْمَةٍ }: رزق، { مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا }: أن يأتيك فتعطيهم { فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً }: لينا بالدعاء أو الوعد لهم، { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ }: عن غاية الإمساك، { وَلاَ تَبْسُطْهَا }: بالبذل، { كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ }: تصير، { مَلُوماً }: بالبخل في الأول، { مَّحْسُوراً }: مكسوراً نادماً في الثاني، ويستثنى المتوكل حق التوكل كما يدل عليه سَوْقُ الكلام، { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ }: يضيقه لمن يشاء، { إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }: يعلم سرهم وعلنهم واستحقاقهم وعدمه، { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ }: فَاقَة، قد مرَّ بسطهُ في الأنعام { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ }: مطلقاً، { كَانَ خِطْئاً }: ذنباً { كَبِيراً * وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ } قيده بالقرب ليدخل مقدماته { إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً }: سبيله، { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ }: قتله، { إِلاَّ بِٱلحَقِّ } وهو أحد ثلاث كما في الحديث، والمراد ما يقصد به القتل فلا يرد دفع الصائل لأنه يقصد به الدفع { وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً }: غير مستوجب للقتل، { فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ }: وارثه { سُلْطَاناً }: تسلطاً على القاتل بالقتل والدية والعفو، { فَلاَ يُسْرِف }: الوليُّ { فِّي ٱلْقَتْلِ }: بارتكاب ما لا يجوز في المكافأة، { إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً }: نصره الله تعالى حيث أمر بإعانته، أو المقتول منصور بقصاص قاتله والثواب، { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ }: فضلاً عن التصرف فيه { إِلاَّ بِٱلَّتِي }: بالطريقة التي، { هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ }: بلوغه وبُيِّنَ في الأنعام، { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ }: مطلقاً، { إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }: عنه فيعاقب ناكثه، { وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ }: بلا بخس، أفهم أن الكيل على البائع، { وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ }: الميزان، { ٱلْمُسْتَقِيمِ }: العدل، { ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }: عاقبة، { وَلاَ تَقْفُ }: لا تتبع بنحو التقليد والرجم بالغيب { مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }: اعتقاد راجح من سند قطعي أو ظني فلا يدل على منع اتباع الظني { إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ } كل هذه الأعضاء { كَانَ عَنْهُ }: عن نفسه أي: عما فعل به، { مَسْؤُولاً * وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً }: اختيالاً { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ }: لشدة وطأتك، { وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً }: بتطاولك ورفع رأسك ونصب عُنقك، فكيف تختال وهذا تهكُّمٌ { كُلُّ ذٰلِكَ } المذكور من قوله:وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ } [الإسراء: 39]: وهم خمس وعشرون خصلة أمراً ونهياً كَانَ سَيِّئَةً من سيئاته، وقرئ { سَيِّئُهُ } خبر كان، بإرادته منهياته { عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً } مبغوضاً غير مرضيّ وإن كان مراده.