الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً } * { كُلاًّ نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً } * { ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً } * { لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً }

{ وَمَنْ أَرَادَ } اختار { ٱلآخِرَةَ } على الدنيا، { وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا }: حق سعيها، { وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ }: الجامعون للثلاثة { كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً }: مثابا عليه { كُلاًّ نُّمِدُّ }: بنحو الرزق والعافية، أعني، { هَـٰؤُلاۤءِ }: المريدين للدنيا، { وَهَـٰؤُلاۤءِ }: المريدين للآخرة، { مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ }: في الدنيا، { وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً }: مَمنوعاً عن الكلِّ في الدنيا، أي: قدر الرزق لا مقادير الأملاك، { ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ }: غنىً وصحّةً وغيرهما، { وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً }: فاعتنوا بها، { لاَّ تَجْعَل } أراد به أمته { مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ }: فتصير، { مَذْمُوماً }: من الخلق، { مَّخْذُولاً }: من الله تعالىن أفهم أنَّ المُوَحِّدَ مَمدوحٌ منصور. 23-27 { وَقَضَىٰ }: أمر { رَبُّكَ }: أمراً قطعيًّا { أَنْ } بأن، { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَ }: أن تحسنوا، { بِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا }: صلة، { يَبْلُغَنَّ عِندَكَ }: قُيِّدَ به لأنه الغالب، ولأن الكلية فيه أظهر، { ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ }: مَصدر للتضجُّر بمعنى: قبحاً، أي: فكيف بما فوقه ولذا نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم حذيفة عن قتل أبيه وهو في صف المشركين { وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } لا تزجُرهُما { وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }: جميلاً { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ }: تذلل لهما وضمهما إليك ضم الطير فرخه بجناحه، والإضافة بيانية، أي: جناحك الذليل، { مِنَ }: فرط { ٱلرَّحْمَةِ }: عليهما، { وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا }: رحماني، حين { رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ }: من قصد البرّ، { إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ }: قاصدين الصَّلاح { فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ } التوابين أو الرجَّاعين إلى طاعته، { غَفُوراً }: ما فرط عنهم، { وَآتِ }: أعْطِ منَ الصِّلةِ والبرّ { ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً }: هو تفريق النال في غير حقٍّ شرعيٍّ، والفرق بينه وبين الإسراف أنه تجاوز في الكمية، وهذه تجاوز في موقع الحق والمراد هنا المعنيان { إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ }: أَمثال أو أتباع، { ٱلشَّيَاطِينِ }: شرارةً { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }: كثير الكفر فلا تتبعوه.