الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرَٰتٍ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱللَّهُ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لأَيٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَآ أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ }

{ ضَرَبَ }: جعل، { ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً }: لآخَرَ { لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ }: من التصرف، لا كالمأذون، هذا مثل الأصنام، وقيل: مثل كافر لم يقدم خيراً، { وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً }: مثلٌ له تعالى، وقيل: للمؤمن فإنه كالحر يعمل بنفسه لله تعالى، { هَلْ يَسْتَوُونَ }: جنسها، أي: العبيد والأحرار، { ٱلْحَمْدُ } كلُّه { لِلَّهِ }: فقط { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }: ذلك فيعبدون غيره، { وَضَرَبَ }: جعل، { ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ }: وُلِدَ أخرس، { لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ }: من الصنائع، { وَهُوَ كَلٌّ }: ثقيل، { عَلَىٰ مَوْلاهُ }: أفهم أنه مملوك، { أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ }: سيده، { لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ }: هذا مثل الأصنام أو الكفار، { هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن } هو منطيقٌ رشيد، { يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ } نفسهُ { عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }: أينما توجه بلَغَهُ، هذا مثله تعالى أو المؤمنين { وَلِلَّهِ غَيْبُ }: عِلْمُ ما غَاب في { ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَآ أَمْرُ }: قيام، { ٱلسَّاعَةِ }: سرعة وسهولة، { إِلاَّ }: كما يقولون فيه هو، { كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ }: كرجع الطرف من أعلى الحدقة إلى أسفله، ثم قال تعالى: { أَوْ } بل { هُوَ أَقْرَبُ } في السرعة، وعلى هذا لا يردُ أنَّ أو للشك، و " بل " للرجوع عن الإخبار وهما محال على الله تعالا، وكذا نظائر، نحومِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } [الصافات: 147]أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } [البقرة: 74] أي: كونوا فيها على هذا الظن { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }: ومنه بعثهم { وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ }: أنشأ، { لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ }: أي: أدوات معارفكم الجزئية والكلية، { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }: بصرفها في المعارف كما بينَّه بقوله: { أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرَٰتٍ }: مُذلّلات للطيران بما خُلق له من الأجنحة، { فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ }: هذا العلو، { مَا يُمْسِكُهُنَّ }: فيه، { إِلاَّ ٱللَّهُ }: فإن ثقلها بلا علاقة ودعامة يقتضى سقوطها، { إِنَّ فِي ذٰلِكَ }: الخلق والتسخير والإمساك، { لأَيٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً }: مسكوناً موضعاً تسكنونه { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ }: وما عليها من الشعر، { بُيُوتاً }: كما لأكثر العرب، { تَسْتَخِفُّونَهَا }: تجدونها خفيفة، { يَوْمَ ظَعْنِكُمْ }: ترحالكم، { وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ }: حَضَركم، أو وقت نزولكم { وَمِنْ أَصْوَافِهَا } للضَّأْن، { وَأَوْبَارِهَا }: للإبل { وَأَشْعَارِهَآ }: للمعز { أَثَاثاً }: أمتعة لبيوتكم كالفُرش { وَمَتَاعاً }: ما يتجر به: { إِلَىٰ حِينٍ }: مُدَّةً مديدةً.