الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ ٱجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ } * { وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }

{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً }: ماموراً مقصوداً للناس بالتحية مؤتمّاً أو لكثرة فضائله، كأنه أ مة، { قَانِتاً }: مطيعاً، { لِلَّهِ حَنِيفاً }: وإنما جاز اتباع الأفضل المفضُول لسبقه القول الحق والعمل به مائلاً عن الباطل، { وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }: كما زعمت قريش، { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ }: القلائل فكيف بكثيرها، { ٱجْتَبَاهُ }: بالنبوة، { وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }: في الدعوة إليه، { وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً }: بنحو بنوة أولاده وتحبيبه إلى الخلق، { وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ }: أي: الكاملين في الصَّلاح اعتناءً به في الصَّلاح { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ }: بأن، { ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ }: في المناسك والعقائد، وأكثر الفروع كما هو حال كونه { حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }: كما زعمت قريش، { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ }: فَرْضُ تعظيمه، { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ }: أي: اليهود، إذ أمروا بتعظيمم الجمعة كما هو ملة إبراهيم فقال أكثرهم: نريد السبت إذ فرغ الله فيه من الخلق وأطاع شرذمة منهم فلمَّا أمروا بالسبت ما أطاع إلاّ تلك الشِّرذمة { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }: بالمجازة، { ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ }: دينه، { بِٱلْحِكْمَةِ }: بالدليل الموضح للحق أو القرآن، { وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ }: القول اللين، أو مواعظ القرآن، { وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي }: بالطريقة التي { هِيَ أَحْسَنُ }: رفْقاً، فالأول لخواص الأمة والثاني لعوامها، والثالث للمعاندين، { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ }: فما عليك إلا البلاغ، وهذا قبل أمر القتال، { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ }: فإنه من الحكمة والمجادلة الحسنة، { وَلَئِن صَبَرْتُمْ }: وعفوتم، { لَهُوَ }: للصبر، { خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }: من الانتقام، { وَٱصْبِرْ }: يا محمد على المشاقِّ، { وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ }: بتوفيقه، { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ }: على الكفرة، أو على المؤمنين بما فعل بهم، { وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ }: ضيق صدر، { مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ ٱللَّهَ }: بالمعونة، { مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ }: المعاصي، { وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }: في أعمالهم معك - واللهُ أعْلَمُ ب الصّوابِ وإليه المرجعُ.