الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } * { وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } * { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } * { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } * { لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ }

{ كَذَلِكَ }: كإرسال الرسل قبلك، { أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ }: مضت { مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ }وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً } [الفرقان: 60 ] { قُلْ هُوَ } الرحمن { رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ }: مرجعي، ولما سألوه تسيير جبال مكة وتفجير الأنهار فيها والإحياء، نزل: { وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ }: عن مقارها { أَوْ قُطِّعَتْ }: شققت { بِهِ ٱلأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ }: فتسمع أو تجيب لكان هذا القرآن أو لما آمنوا { بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ }: من الهداية والإضلال، { جَمِيعاً }: ولما طمع الصحابة حصول مقترحهم طمعا في إيمانهم، نزل: { أَفَلَمْ يَيْأَسِ }: يعلم، { ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن }: أنه، { لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ } من سوء الأعمال، { قَارِعَةٌ }: داهية تقرعهم { أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ }: ليتعظوا { حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ }: الموت، أو القيامةُ، أو الفتحُ { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ * وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ }: أطلت مدتهم { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ }: بالعقوبة { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ * أَفَمَنْ }: أي: فالله الذي هذه أفعاله، { هُوَ قَآئِمٌ }: رقيب، { عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ }: فيجازي، وحذف خبره وهو: لم يوحدوه وعطف عليه: { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ } أي: لهُ { شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ }: صفوهم فانظروا هل يستحقونها وعلى طريق الكناية الإيمانية نبه على أن لا أسماء لهم فضلاً عن المسمى { أَمْ }: بل، أ { تُنَبِّئُونَهُ بِمَا }: شركاء، { لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ }: وما لا يعلم لا يكون، { أَم }: بل أتسموهم شركاء، { بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ }: بلا اعتبار معنى كتسيمة الظلمة نوراً، وقد يقال: هذا إلزام تقسيمي معناه، أتنبئونه بباطن لا يعلم، أم بظار يعلم، فإن قالوا بالأول أحالوا، وإن قالوا بالثاني يقول سموهم ليعلموا أن لا سَميَّ ولا شريك له، { بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ }: تمويههم هذا { وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ }: الحق، { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }: بالقتل وغيره، { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ }: لهم { أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ }: من عذابه أو رحمته، { مِن وَاقٍ }: حافظ.