الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ } * { وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ } * { لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } * { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ }

{ هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً }: تخويفاً من أذاه، { وَطَمَعاً }: تطميعاً في المطر، { وَيُنْشِىءُ }: يخلق، { ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ }: من كثرة الماء، { وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ }: " ملك معه مخاريق من النار يسوق بهاالسحاب " ملتبساً، { بِحَمْدِهِ } أي: يقول: سبحان الله وبحمده، { وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ }: تعالى، أو الرعد، { وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ }: نار تنزل من السحاب، { فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ }: فيحرقه، { وَهُمْ }: حالة كونهم { يُجَٰدِلُونَ فِي }: صفات، { ٱللَّهِ }: ككافر قال: ممَّ ربُّك؟ من ذهب أو من فضَّة، { وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ }: الحول أو القوة أو المماحلة أي: مكايدة، { لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ } يحقُّ أنْ يُعبد، أو الدعاء المجاب، فمن دعاه أجاب، { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ }: الأصنام، { مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ }: الأصنام، { لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ }: كاستحابة باسط، { كَفَّيْهِ إِلَى ٱلْمَآءِ }: يدعوه { لِيَبْلُغَ فَاهُ }: بارتفاعه من البشر، { وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ }: لأنَّ الماء جماد لا يشعر به أو كناشر أصابعه ولا يبقى الماء حينئذ في كفه فلا يبلغ فاه، { وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ }: أي: عبادتهم لأصنامهم، { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ }: ضياع لا يجدي نفعاً، { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ }: حقيقة، { مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً }: كالمؤمنين، { وَكَرْهاً }: كالكفرة في الشدة أو ينقادو لإحداث ما أراد فيهم { وَظِلالُهُم }: بالعرض أو بتصريفها مدّاً وتقليها { بِٱلْغُدُوِّ }: الغدو: جمع غداة، كفتى وفتاة: أول النهار، { وَٱلآصَالِ }: جمعُ أصيل، وهُوَ بينَ العصْرِ والمغرب، و " الغدو " أوَّ النهارِ والآصَال آخره أي: دائماً. وخَصَّهُمَا لأن المد والتقليص فيهما أظهر ولا ستر فيهما.