الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } * { قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } * { وَقَالَ يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } * { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ }

{ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا }: أيُّ شيءْ، { نَبْغِي }: نطلب فوق هذه الكرامة، { هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا }: فنستظهر بها { وَنَمِيرُ أَهْلَنَا }: نحمل إليهم الميرة أي: الطعام، { وَنَحْفَظُ أَخَانَا }: عن المكاره { وَنَزْدَادُ كَيْلَ }: حمل، { بَعِيرٍ }: من الطعام لأنه كان يعطي لكل واحد وقْراً { ذٰلِكَ }: الذي جئنا به، { كَيْلٌ }: مكيل { يَسِيرٌ }: قليل، { قَالَ }: يعقوب، { لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ }: تعطوني، { مَوْثِقاً }: أثقُ به، { مِّنَ ٱللَّهِ }: من عنده أي: عهداً مؤكداً بذكره، { لَتَأْتُنَّنِي بِهِ }: في كل حال، { إِلاَّ }: حال، { أَن يُحَاطَ بِكُمْ }: من كل جهة فلا تقدروا، { فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ }: يعقوب، { ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ }: من الموثق، { وَكِيلٌ }: مُطلع { وَقَالَ يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ }: مصر، { مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ }: مخافة العين وما وصَّاهم أولاً لأنهم كانوا مجهولين حينئذٍ، أو بلا بنيامين { وَمَآ أُغْنِي }: أدفعُ { عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ }: مما قضى عليكم، { إِنِ }: ما، { ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ * وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم }: من أبواب متفرقة، { مَّا كَانَ }: دخولهم متفرقين { يُغْنِي }: يدفع، { عَنْهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ }: قضائه، { مِن شَيْءٍ }: فقد أُصيبوا بنسبتهم إلى السرقَةِ وأخذ أخيهم، { إِلاَّ }: لكن { حَاجَةً }: شفقةً، { فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا }: أظهرها، وهي إرادة دفع العين، { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ }: بالوحي ولذا قال: وما أغني - إلى آخره، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }: أي: أنه لا ينفع الحذر، { وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ }: ضمَّ { إِلَيْهِ أَخَاهُ }: من أبويه إذ جعل كل اثنين في بيت على حده على مائدة واجلسه على مائدته وعانقه و { قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ } تحزن { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }: فينا { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ }: أصلحهم، { بِجَهَازِهِمْ }: بعدتهم، { جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ }: مشربة الملك من ذهب أو زبرجد كَالوا بها الطعام، والسقاية، والصُّواع، والصَّاع: إناء يشرب فيه ويُكالُ أيضاً، { فِي رَحْلِ أَخِيهِ }: بنيامين، { ثُمَّ أَذَّنَ }: نادى، { مُؤَذِّنٌ }: مُنادٍ { أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ }: القافلة، { إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ }: لا يقال: يقف أمرهم ببهتان لإمْكَانِ ندائهم بلا إذنه، أو هو من الحيل الشرعية التي يتوصل بها إلى حقوق شرعية، أو أراد سرقتهم يوسف من أبيه.