الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَٰتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ }

{ فَلَعَلَّكَ }: لكثرة تخليطهم عليك يتوهَّم أنك { تَارِكٌ بَعْضَ }: أي: تبليغ بعض، { مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ }: وهو ما فيه سبُّ آلهتهم، وطعن دينهم فتركه مخافة زيادة كفرهم على ظاهره، ولا يلزم من توقعه لوجود ما يدعو إليه وقوعه لجواز صارف كعصمته منه، { وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ }: أي: عَارضٌ لك أحيانا بتبليغه ضيق صدر مخافة، { أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ }: هَلاَّ، { أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ }: إنما عليك الإنذار، { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }: فتوكَّلْ عليه، { أَمْ }: بل، { يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ }: بلاغة، { مُفْتَرَيَٰتٍ }: مُختلقَاتٍ، فإنكم أشعرُ وأكتب مني، ثم لما عجزوا تحداهم بسورة كما مَرَّ من كَوْن القرآن غير مُفْترى لا يضر بالمُماثلة إذ الكلام على زعمهم، { وَٱدْعُواْ }: إلى معاونتكم، { مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }: أنه مفترى، { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ }: مَنْ دعوتموهم لمعاونتكم هُنا أيها المشركون، { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ }: ملتبسا { بِعِلْمِ ٱللَّهِ }: بما لا يعلمه إلا الله، أي: لا يعلم بمواقع تأليفه في عُلوِّ طبقته إلا الله - تعالى - فلا يقدر عليه سواه { وَ }: اعلموا، { أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ }: لظهور عجز آلهتكم، { فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ }: داخلون في الإسلام بعد قيام الحجة.