الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } * { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } * { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } * { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ }: أخبروني { مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ }: بأسباب سماوية، { فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً }: كالبحائر، { وَحَلاَلاً }: كالميتة، { قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ }: في هذا الجعل، { أَمْ }: بل، { عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ }: في نسبته إليه، كفى به زاجراص لمن أفتى بغير إتقان كبعض فقهاء هذا الزمان، { وَمَا }: أي: شيء { ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ }: أيحسبون عدم مجازاتهم، { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ }: بأمهالهم وغيره، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ }: نعمته، { وَمَا تَكُونُ }: يا محمد { فِي شَأْنٍ }: أمْرٍ وقَصْدٍ { وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ }: أي: لأجل هذا الشأن، { مِن }: صلة أو بعض، { قُرْآنٍ }: أي: ما تتلوا من القرآن بعضه، أضمر قبل الذكر تفخيما، { وَلاَ تَعْمَلُونَ }: أنت مع أمتك، { مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً }: مُطلعين { إِذْ تُفِيضُونَ }: تخوضون، { فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ }: يبعد ويغيب { عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ }: نملة صغيرة أو هباء، { فِي ٱلأَرْضِ }: قدمها لأنّ الكلام في حال أهلها بخلاف ما في سبأ { وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ }: أي: في الوجود، خصهما بالذكر لعدم تجاوز حسهم عنهما، { وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ }: المثقال، { وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }: أي: اللوح، { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ }: الذين يتولونه طاعة ويتولاهم كرامة، { لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ }: عن الفزع الأكبر، { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }: لفوات مأمول، { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }: المعاصي، { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا } كالرؤيا الصالحة يرونها وترى لهم، أو يرى الملائكة عند النزع، { وَفِي ٱلآخِرَةِ }: بنحو الجنة، { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ }: مواعيده { ذٰلِكَ }: المبشر به { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ }: تهديدُهم، { إِنَّ }: استئناف { ٱلْعِزَّةَ }: أي: الغلبة والقدرة، { لِلَّهِ جَمِيعاً } وهو معزك، وقوله:وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون: 8] بمعنى القدرة وظهور الدين والنصر على الأعداء { هُوَ ٱلسَّمِيعُ }: لأقوالهم، { ٱلْعَلِيمُ }: بقصدهم.