الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ } * { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } * { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } * { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } * { وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي ٱلأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } * { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }

{ وَإِمَّا }: صِلة، { نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ }: من العقوبة فذاك، { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ }: قبلُ { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ }: فنعاقبهم، فعقوبتهم مُتعينةٌ على كلِّ حالٍ { ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ }: أراد نتيجة الشهادة من الجزاء، { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ }: يدعوهم إلى الحقّ، { فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ } مع أنبياءِهمْ { بِٱلْقِسْطِ }: بإهْلاك مكذبيه وإنجاء متبعيه، { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } في تعذيبهم، فلا تكرار { وَيَقُولُونَ } المشركون استعباداً: { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ }: من العذاب، { إِن كُنتُمْ }: أي: الرسول وأتباعه، { صَادِقِينَ * قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً }: فكيف أملك لكم استعجاله؟ { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ }: أنْ ملكهُ { لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ }: لهلاكهم { إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }: فُسِّر مرَّةً { قُلْ أَرَأَيْتُمْ }: أخبروني، { إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً }: وقتُهُ { أَوْ نَهَاراً }: حاصلهُ وقت غفلتكم بالنوم أو طلب المعاش، ولم يذكر ليلا لأنَّ العذاب إذا فاجأ بلا شعور يكن أشد لأنه لا بيات في كله، { مَّاذَا }: أي: شيء، { يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ }: من العذاب، { ٱلْمُجْرِمُونَ }: إذا كله مكروه { أَ } كفرتم { ثُمَّ إِذَا مَا } أي: إن { وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ } وقيل لكم: { الآنَ } آمنتم به، { وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }: استهزاءً { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ * وَيَسْتَنْبِئُونَكَ }: يستخبرونك، { أَحَقٌّ هُوَ }: ما يقول من البعث وغيره، { قُلْ إِي }: نعم، { وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ }: ثابت، { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ }: فائتيه، { وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ }: غيره أو نفسه بالشرك، { مَا فِي ٱلأَرْضِ }: من الخزائن، { لاَفْتَدَتْ بِهِ }: من العَذّاب { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ }: أخفوا حذرا من التعبير لو أظهروا لشدة الأمر، { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ }: مع أنبيائهم، { بِٱلْقِسْطِ }: بالعدل { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } في تعذيبهم، فلا تكرار { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: فيقدر على الكل، { أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }: لغفلتهم، { هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }: بالموت، { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ }: تبين محاسن الأعمال ومقابحها، وهو الحكمة العملية، { وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ }: من الشكوك، وهو الحكمة النظرية { وَهُدًى }: إلى الحقّ { وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }: بإنجائهم من الضلال، نزل بالعطف تغاير الصفات منزلة تغاير الذات، نحو:
إلى السيِّد القرم وابن الهُمّام   .....................
{ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ }: كالإسلام { وَبِرَحْمَتِهِ }: كالقُرْانُ، فليفرحوا، دَلّ عليه: { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ }: والفاء للربط والدلالة على أن مجيء الكتاب الموصوف موجبه وكررها تأكيداً { هُوَ }: الفَرحُ بهما { خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }: من المال.