الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } * { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } * { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } * { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } * { وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِٱلْمُفْسِدِينَ }

{ فَذَلِكُمُ } المَوْصوفُ { ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ } الثابت ربوبيته { فَمَاذَا } ليس { بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ }: كيف، { تُصْرَفُونَ }: عن عبادته، { كَذَلِكَ }: كما حقت الربوبية، { حَقَّتْ كَلِمَتُ }: حكم، { رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ }: تمردوا وخرجوا عن الاستصلاح بدل من كلمة حقّت أي: حقت { أَنَّهُمْ }: بأنهم، { لاَ يُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ }: جعلَ الإعادة كالإبداء وإن أنكروهما لظهور برهانها { قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } فإنهم ينكرونه، { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }: تُصرفون عن الحق، { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ }: يهتدي { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ }: هذا حال أشرافهم كالمسيح، فكيف بحجارة؟ أو هدى بمعنى: نقَل أي: يهدي الخلق إلى مراشدهم أحق أو من لا ينتقل من مكان إلا بإمداد الخلق، { فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }: بما يبطل بديهة، { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ }: أي: كلهم، { إِلاَّ ظَنّاً }: مستنداً إلى أقيسة فاسدة كقياس الخالق على المخلوق بمشاركة موهومة، { إِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ }: العلم، { ٱلْحَقِّ شَيْئاً }: من الإغناء، دل على أن علم الأصول بلا تقليد واجب، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }: فيجازيهم، { وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ }: افتراءً { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن }: كان، { تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ }: من الكتاب، { وَتَفْصِيلَ }: تبيين، { ٱلْكِتَابِ }: ما كتب وأُثْبتَ من الشرائع، { لاَ رَيْبَ فِيهِ }: مُنزَّلٌ، { مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ * أَمْ }: بل، أ { يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ }: محمد { قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ }: في البلاغة افتراءً { وَٱدْعُواْ }: إلى معاونتكم { مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }: أنه افتراه، فإنكم أشعر منه وأكتبُ { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ }: وهو ما في القرآن ممَّا لم يعرفوا حقيقتها، والمرءُ عدو لهما جهل، { وَلَمَّا }: لم، { يَأْتِهِمْ }: بعد، { تَأْوِيلُهُ }: مَآل ما فيه من الوعيد، حاصله: فأحبُّوا إنكاره قبل التدبر فيه ومعرفة صدقه، { كَذَلِكَ }: التكذيب { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }: رسلهم { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ }: وقِسْهُم عليهم { وَمِنهُمْ }: من المكذبين، { مَّن يُؤْمِنُ بِهِ }: بعدُ { وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِٱلْمُفْسِدِينَ }: المعادين.