الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }

معنى { يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ.. } الحجرات: 3] يخفضونها ويُخافتون بها في حضرته صلى الله عليه وسلم، احتراماً له وتكريماً. { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ.. } [الحجرات: 3] أي: صفّاها وأخلصها لتكون محلاً للتقوى وللطاعة، ولحمل منهج رسول الله إلى الناس كافة، فهم مُؤهَّلون لحمل هذه الرسالة بعد أنْ نقَّى الله قلوبهم وطهرها وصفَّاها من الخبث، ونفى عنها أمراض الرياء والنفاق وضعف الإيمان. لقد صهرتهم الأحداث في بوتقة الشدائد، بحيث لم يَبْقَ في صفوف الإيمان إلا أقوياء العقيدة القادرون على حمل أمانة هذه الدعوة. لذلك قال تعالى:وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً.. } [البقرة: 143] فالرسول يشهد أنه بلّغنا، ونحن نشهد أننا بلغنا الناس.