الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

يعني: تنبهوا إلى هذه الحقيقة، فأنا خالقكم وأعلم بكم من أنفسكم ولا يَخْفى عليَّ منكم خافية، فإياكم أنْ تقولوا آمنا وتظنون أنكم تدارون الحقيقة وتسترون كذبكم، فأنا أعلم المؤمن من غير المؤمن، أعلم الصادق وأعلم المنافق. { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ.. } [الحجرات: 16] أي: تخبرونه بما أنتم عليه من الإيمان، كيف { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ.. } [الحجرات: 16] أي: لا يخفى عليه شيء فيهما، بل { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [الحجرات: 16] يعني: علمه تعالى لا يتوقف عند السماوات والأرض، إنما يتعدَّى ذلك. { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [الحجرات: 16] لأن السماوات والأرض بعض كوْن الله الفسيح، لذلك وصفهما أي السماوات والأرض وما بينهما، فقال: مثل حلقة ألقيتها في فلاة، فما نعرفه نحن من السماوات والأرض لا يكاد يُذكر في كوْن الله. ثم يقول الحق سبحانه: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ... }.