الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

الحق سبحانه وتعالى يبين لهم الحكمة من الصلح وعدم الدخول مع الكفار في قتال في هذا الوقت، صحيح أنهم صدوكم عن الكعبة ومنعوكم من دخول مكة وأنتم على شوق للبيت ومعكم الهدي تسوقونه للبيت. والهدي دليل السلام، وأنكم ما جئتم للحرب، بل لعمل ديني تعبدي { وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ.. } [الفتح: 25] الهدي ما يُهدى لفقراء الحرم من الأنعام { مَعْكُوفاً.. } [الفتح: 25] مقيداً ومحبوساً لهذا الغرض و { مَحِلَّهُ.. } [الفتح: 25] أي: المكان الذي يُذبح فيه. ثم يكشف لنا عن واقع أهل مكة في هذا الوقت، ففي مكة إخوان لكم مُسلمون يكتمون إسلامهم، بين الكفار هناك مؤمنون ومؤمنات لا تعرفونهم، فلو تواجهتم معهم في حرب لقتلتموهم، وأنتم لا تعلمون هذه الحقيقة. { فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ.. } [الفتح: 25] معرة يعني ضرر وتكون سُبَّة في حقكم أنكم قتلتم إخوانكم. { لَوْ تَزَيَّلُواْ.. } [الفتح: 25] تفرقوا وتميَّزوا المؤمن من الكافر { لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [الفتح: 25] يعني: عذّبناهم بأيديكم وسمحنا لكم في قتالهم.