الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } * { وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ }

كيف سيهديهم وهم مهتدون؟! وما نالوا الشهادة إلا وهم مهتدون، فالهداية هنا من بابوَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى.. } [محمد: 17] يهديهم إلى الجنة أو إلى الاعتراف بفضله وشكره على نعمته. لذلك حكى عن أهل الجنة:وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ.. } [الزمر: 74] وقال عن أهل النار والعياذ بالله:ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } [الصافات: 22-23]. فهؤلاء يهدون إلى النعيم وهؤلاء يهدون إلى الجحيم. ومن هذه الهداية يعرف الشهيد قصره في الجنة بدون عنوان، فهو يعرفه لا يدله أحدٌ عليه لذلك قال سبحانه بعدها: { وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } [محمد: 5-6] ومعنى: { وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } [محمد: 5] أي: يصلح بالهم.