الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }

والأعمال تشمل الأقوال والأفعال. فلا يخفى على العاقل أن يعرف المنافق من سيما وجهه وملامحه، فالكذاب له سيما تدل عليه، والصادق في وجهه من التألق ما يدل على صدقه وهكذا. وقوله { فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ.. } [محمد: 30] أي: في زلة اللسان أو في ليِّه بالألفاظ والتلاعب بها كما قال اليهود له صلى الله عليه وسلم: " السام عليك يا محمد، وقد فطنتْ لها السيدة عائشة فردَّتْ عليهم بما يستحقون " ، لذلك قال الشاعر الجاهلي:
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِيء مِنْ خَلِيقَةٍ   وَإنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاس تُعلَمِ
وقد فضحهم الله تعالى في قوله:وَمِنْهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلنَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [التوبة: 61]. قولهم عن رسول اللههُوَ أُذُنٌ.. } [التوبة: 61] كما نقول نحن: فلان وِدَنِي يعني: كثير السماع، فردَّ الله عليهمقُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ.. } [التوبة: 61] نعم هو أذن، لكن أذن خير يسمع الخير ويدلكم عليه. قوله: { بِسِيمَاهُمْ.. } [محمد: 30] أي: بعلاماتهم الواضحة على وجوههم { فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ.. } [محمد: 30] صرفهم للألفاظ عن معانيها المتعارف عليها.