الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ }

القائل هنا الذين كفروا. قالوا لمن؟ للذين آمنوا { لَوْ كَانَ خَيْراً.. } [الأحقاف: 11] أي: الإسلام { مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ.. } [الأحقاف: 11] وللعلماء ملحظ في هذه الآية يتوقف على معنى كلمة { لِلَّذِينَ آمَنُواْ.. } [الأحقاف: 11]. فمَنْ أخذها بمعنى اللام اعتبر هذا القول مواجهة من الكافرين للمؤمنين، فقالوا لهم وهم حضور: لو كان خيراً ما سبقتمونا إليه هكذا بتاء الخطاب، ومن اعتبر اللام بمعنى عن المؤمنين يعني: وهم غائبون عن مجلس القول: لو كان خيراً ما سبقونا إليه. فكأن السياق عدلَ عن الحرف عن إلى اللام ليعطينا المعنيين: معنى الإيذاء في المواجهة، والإيذاء في الغَيْبة، ويجمعهما في نصٍّ واحد. وقوله تعالى: { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ } [الأحقاف: 11] الإفك: هو أقبح الكذب { قَدِيمٌ } يعني: معروف ومعهود منذ القِدم. أي: عند الأولين.