الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ }

هذا هو الجزاء، جزاء الذين آمنوا وكانوا مسلمين، يقول الله لهم أي يوم القيامة: { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } [الزخرف: 70] وخصَّ الأزواج لأن كلَّ متعة يتمتعها الإنسان ويُسَرُّ بها تدبُّ فيه غرائز المراهقة، ويميل إلى أنْ تكونَ له زوجة تشاركه متعته وسروره، وهي كذلك. فالزوج إذن - سواء الزوج أو الزوجة - هو المرافق المشتهي أولاً، والمعين ثانياً سَكناً ومودَّة ورحمة، السكن والمودة معروفة بين الزوجين، أما الرحمة فمتى تكون؟ الرحمة نراها بين الزوجين في فترة الكِبَر والشيخوخة حينما يكون كلٌّ منهما في حاجة إلى الرحمة من الآخر، الرحمة قبل أيِّ مشاعر أخرى. ومعنى { تُحْبَرُونَ } [الزخرف: 70] الحبور: شدة السُّرور، وهو شيء من الصفاء والوضاءة والبهاء تعلو وجه الإنسان حينما يفرح فرحاً لا ينغِّصه شيء، كما جاء في قوله تعالى:تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } [المطففين: 24].